تدور السنوات ولا ينسي المقاتلون أيامهم ورجالهم وزملاءهم في الحرب فها هو القائد وقد ترك الجيش برتبة كبيرة من سنوات يلقي فجأة في وسط العاصمة أحد مجنديه في حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973 وكان كلما رآه منهمكا في واجباته كقائد سرية شاب أعد له كوب شاي في علبة صفيح كانت أجمل ما يأتي في وقته فدعاه علي فنجان شاي بأرقي الفنادق. رغم هزيمة 67 حولت مع عدد من زملائي من الكلية الفنية العسكرية إلي الكلية الحربية لنتخرج سريعا ونشارك في القتال. في بعض المواقع كان الجندي المصري يبقي ساكنا 12 ساعة هي طول النهار ليوحي للعدو أنه موقع هيكلي ويبدأون في الليل تحصين المواقع . طوال الحرب لم يشاهد جندي إسرائيلي يسير علي قدميه فدائما في دبابات وعربات حربية . ومعروف عدم قدرتهم علي الصمود وعندما صمدوا في نقطة بورتوفيق التي حاصرناها فعرفنا أنهم يتلقون تطمينات من قادتهم فقطعنا الاتصالات فاستسلموا . في منطقة أبو سلطان كانت الكلاب تشعر بالغارة الجوية قبل صفارة الإنذار وتختبئ فتنذرنا. كنت في حفرة برميلية وأصيبت سيارة لاسلكي الفرقة فلم أهتم بشظايا قنابل طائرات العدو حولي وقفزت أطفئها بالبطانية وأنقذت الكنز الثمين . في حصار الجيش الثالث تم توصيل الشفرة الجديدة في كيس داخل علبة سمن في الإمدادات واكتشفها أحد جنود ميز الطعام . قام الجنديان لويس جرجس وكمال حميدة بتسمية أحد أبنائهما (سامح) حبا في قائدهما . شهادات من أزمنة الجمر والبشارة محمد نبيل طباعة دار الدفاع.