انضم القضاة أيضا إلي الربيع الجزائري...قبل استقالة بوتفليقة،أعلنوا رفضهم الإشراف علي الانتخابات الرئاسية، حال ترشح بوتفليقة!!..وانخرط نادي القضاة في الحراك الشعبي، لاستعادة قيم القانون المسلوبة (في رأيهم)! واستعادة هيبة العدالة..معلنين اعتذارهم للشعب علي خيانتهم له طوال 20 عاما، تم فيها استخدامهم!! احتجاجات الجزائر وتظاهراتها(المتصاعدة منذ فبراير الماضي داخل 44 محافظة من أصل 48)...تظاهرات شبابية( لا إسلامية ولا يسارية) تبحث عن التغيير، وتضع يدها بوعي علي المستقبل، محددة بوضوح مطالبها ورؤيتها..في البداية أعلنوا رفضهم للعهدة الخامسة لبوتفليقة..ثم كان المخرج الدستوري المقترح(بثبوت المانع)واستحالة ممارسة بوتفليقة للرئاسة بسبب المرض الخطير والمزمن.. لكن بوتفليقة تقدم باستقالته( أو أجبر عليها) وكان الهتاف المدوي في شوارع الجزائر( لا بوتفليقة ولا سعيد) في إشارة إلي شقيق الرئيس، الذي حاولوا تقديمه لخلافة بوتفليقة في الحكم!!....وكما حدث في مصر، كان الجيش الجزائري هو الضامن للاستقرار والأمن، في مواجهة من يريدون جر الجزائر لسنوات العشرية السوداء والحرب الأهلية.. أعلن الجيش مساندته للحراك الشعبي،مؤكدين أن الجيش والشعب يتقاسم نفس القيم والمبادئ، ويمتلكون رؤية موحدة للمستقبل...لكن الثوار لم تقنعهم استقالة بوتفليقة، وبقاء رجاله.. رحيل بوتفليقة وحده لا يكفي!!..طالبوا قيادة أركان الجيش برحيل رئيس مجلس الأمة (الخليفة المحتمل للرئيس المستقيل،بحسب نص الدستور)..وطالبوا برحيل رئيس الوزراء..ورحيل رئيس المجلس الدستوري.. فالمطلوب ليس فقط عزل بوتفليقة ومحاسبته، ولكن إسقاط ومحاسبة النظام بأكمله..رافعين شعار(ارحلوا جميعا)..!!