مازلنا نبحر في عالم الطهر والنقاء.. والجمال والجلال. عالم هؤلاء الذين عرفوا أن الحقيقة المؤكدة في الوجود هو الله سبحانه وتعالي، وأن الوجود الإنساني وكل الموجودات مستمدة من الله عز وجل وأنه له الأسماء الحسني، وأنه أرحم من الأم علي ابنها.. ومن هنا أحبوه.. حبا لا يضارعه حب آخر. هؤلاء المسافرون إلي الله يجدون الأمن والأمان في ظله، ويشعرون بالجمال والجلال والعظمة.. وأن طريق النور الذي يدخل الإنسان في عالم نوراني خالد هو طريق الله. وعندما تتصفح أقوال هؤلاء المحبين لله الذين أنار الله سبحانه لهم طريق الحياة.. وطريق النجاة.. تجد ترانيم شديدة العذوبة والرقة والجمال. العذوبة التي تصل إلي أعماق النفس فتملؤها بكل ماهو جدير بالتقدير والاحترام. نقرأ في كتاب »والموعد الله» للأستاذ خالد محمد خالد.. الذي يتناول فيه كيف يفكر أهل الله وفيم يتحدثون؟ ويري كاتبنا الكبير أن هؤلاء عرفوا عبر التاريخ بأسماء شتي.. فتارة نسميهم المتصوفة، وأخري أهل الله.. وأولياء الله.. وأهل الطريق، ويسوق من روائع كلماتهم: مثل قول ابن عطاء الله السكندري: »كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي في كل شيء.. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الأحد الذي ليس معه شيء. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو ولولاه ماكان وجود أي شيء.» ويختتم كلامه الذي يضم كنوز أقوال أهل الله بقوله: لكم الله ياأهل الله.. لكم أنتم في الحياة نورها وشرفها وضميرها وعافيتها وهداها». وماأروع الترحال في عالم هؤلاء الأبرار.. هؤلاء الذين عاشوا بالله وفي الله.. واطمأنوا إلي ماعند الله ومايدخره لهم.. من نعيم مقيم في عالم الخلود.