فارق كبير بين مباراة القمة بين الهلال والنصر في الدوري السعودي ولقاء الزمالك والأهلي في دورينا الممتاز، فارق يصل إلي 57716 ألف متفرج تواجدوا في مدرجات إستاد الملك فهد الدولي، مقابل 30 شخصاً فقط في قمتنا المصرية. 5 ملايين ريال سعودي كان العائد المالي لمباراة الهلال والنصر، مقابل صفر في لقاء الزمالك والأهلي لأن ال30 مشجعاً الذين سُمح لهم بالتواجد في الإستاد لمتابعة اللقاء كان دخولهم بدعوات مجانية. من نلوم في مشهد المدرجات الخالية لمباراة الزمالك والأهلي؟، هل نلوم المسؤولين أم الجماهير أم الإعلام؟، الحقيقة أن الجميع يتحمل المسؤولية، لأن جميع الأطراف تعرف أين المشكلة ولا يتم إصلاح الخطأ أبداً. نتراجع إلي الوراء ونتباهي بماض كروي ذهبي، وفي الوقت نفسه يتقدم الآخرون إلي الأمام بخطوات سريعة دون توقف. ونردد نفس المقولات القديمة بأن الدوري المصري الأقوي والأفضل والأشهر عربياً وإفريقياً، لكن هذه الحقيقة لم تعد واقعاً بل أصبحت من الماضي، لأن بطولات الدوري في السعودية والإمارات تفوقت كثيراً بفضل الاحترافية أولاً والقوة المالية ثانياً، ولا أعلم لماذا ندفن رؤوسنا في الرمال ولا نريد مواجهة مشاكلنا؟. عندما أرادت مصر تنظيم بطولة إفريقيا كان هناك قرار جماعي علي المستوي الرسمي والشعبي، فكانت النتيجة الفوز بالتنظيم علي حساب جنوب إفريقيا، وعمليات الاستعداد تسير بسرعة كبيرة لتكون الملاعب جاهزة قبل موعد البطولة، لكن لا يوجد قرار حقيقي لعودة الجماهير إلي المدرجات في بطولة الدوري أو الكأس، بل مجرد وعود في الهواء دون تنفيذ. ويلعب الاحتقان وزيادة التعصب بسبب تصرفات غير مقبولة رياضياً من بعض المسؤولين والإعلاميين دوراً كبيراً في استمرار غياب الجماهير، وسوف يستمر الوضع حتي بعد بطولة إفريقيا. يتساءل الإعلام العالمي كيف لمصر أن تنظم بطولة إفريقيا بحضور جماهيري، وفي نفس الوقت تنظم مباراة القمة بين الزمالك والأهلي بحضور 30 مشجعاً فقط؟، هذا الوضع المحرج ورطنا نفسنا فيه بعدم اتخاذ خطوات جادة لإعادة الجماهير في المنافسات المحلية.