عناق حار بين كيرى وأشتون بعد توقيع الاتفاق مع إيران وأوضح أوباما أن بلاده ستعمل علي رفع العقوبات عن طهران في خلال 6أشهر، ولكنها ستزيد من ضغوطها إذا لم تحترم طهران تعهداتها، مشيراً إلي ان الإتفاق "يسد الطريق الأكثر وضوحاً امام إيران للوصول إلي قنبلة نووية". أما جون كيري، وزير خارجية البيت الأبيض، فأكد أن الاتفاق يضمن أمن حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة ، لا سيما إسرائيل العدو اللدود لطهران، ولم يتمالك كيري نفسه من الفرحة واحتضن "بحرارة" كاترين أشتون ، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون الأمن والسياسة الخارجية. الرئيس الإيراني حسن روحاني رحب أيضاً بالاتفاق قائلاً" أنه سيفتح آفاقاً جديدة"، وكتب روحاني المحسوب علي المعسكر الإصلاحي المعتدل في إيران والذي ينتهج سياسة انفتاح علي الغرب منذ انتخابه رئيسا في يونيو الماضي، في خطاب للمرشد الأعلي السيد علي خامنئي" الاتفاق ليس في مصلحة إيران فقط ولكن في صالح كل دول المنطقة والسلام العالمي". ومن جانب فرنسا التي أبدت تصلباً في جولة أولي من المفاوضات ، انطلقت في العاشرمن نوفمبر الجاري، قال وزير خارجيتها "لوران فابيوس": الاتفاق لا يسمح لإيران بالوصول لسلاح نووي بأي حال من الأحوال" وأن " ما حدث في جنيف يمثل خطوة رئيسية في الطريق الصحيح"، فيما قال وزير الخارجية الروسي "سيرجي"لافروف" الذي كانت بلاده منحازة نوعاً ما لإيران بفعل ما يربط الجانبين من مصالح مشتركة" لقد ربح الجميع .. لم يخرج أحد خاسراً من جنيف". أما وزير الخارجية الصيني"وانج يي" فرحب باتفاق "يحافظ علي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ويحفظ أمن واستقرار الشرق الأوسط". محطات المفاوضات علي مدار18عاماً عملت إيران، علي أعلي مستوي من السرية، في برنامج لتخصيب اليورانيوم، كُشف عن وجوده للمرة الأولي في عام 2002. وبعد ضغوط عنيفة من المجتمع الدولي لوقف البرنامج، قبلت طهران باستقبال وفد مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واليوم وبعد مرور 11عاماً تخللها صدور 6 قرارات من مجلس الأمن بينها 4 قرارات ، بدءا من العام2006، يصاحبها عقوبات تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ما زالت إيران تعمل علي تخصيب اليورانيوم. الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم لا يخرق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي وقعت عليها طهران عام 1970حيث تسمح المعاهدة للموقعين عليها بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي قبل الإيرانيون بإشراف مفتشيها ولكن في نطاق محدد، حيث انحصرت زياراتهم علي مدار عشر سنوات في مفاعلي "ناتانز" و"فوردو". شكوك إسرائيل والغرب يتشككون في أن البرنامج الإيراني له مآرب أخري، إذ أن تخصيب اليورانيوم بنسبة تتعدي ال20٪يعني إمكانية تصنيع قنبلة نووية، وفي نوفمبر من العام 2001، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير مفصل عن البرنامج النووي الإيراني، عن قلقها العميق من أن يكون له أبعاد عسكرية، دون مزيد من الإيضاحات عن طبيعة البرنامج. من جانبه، أعلن مجلس الأمن في أكثر من مناسبة أنه طالما لم تفصح إيران بوضوح عن سلمية برنامجها النووي فإنه يجب أن يتوقف فوراً، فيما طالبت مجموعة الخمس+1بنظام رقابي أكثر إحكاماً علي برنامج إيران النووي، فيما أعرب المفتشون عن رغبتهم في زيارة موقع"بارشان" العسكري(لا يخضع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقعت عليها إيران ولكن يخضع ملحق من الاتفاقية وقعت طهران عليه عام 1998و لكنها لم توثق هذا التوقيع)، حيث من المشتبه ان إيران تخصب فيه يورانيوم لأغراض عسكرية، وأنه يرتبط بممر سري بمفاعل "آراك"، الذي يعمل بالماء الثقيل. تأكيد إيراني إيران تؤكد أنها تطور اليورانيوم المخصب بنسبة3.5٪ من أجل توليد الكهرباء وذلك في مفاعل"بوشهر" ، فيما تطور يورانيوم مخصب بنسبة20٪(نسبة تسمح باستخدام اليورانيوم في أغراض عسكرية)، في مفاعلي"ناتانز" و"فوردو"، علماً بأن المفاعل الأخير أُنشأ في جبال تحت الأرض بالقرب من مدينة "قم" معقل الحوزة الدينية، ولم يتم اكتشافه سوي في عام 2009، وطبقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ ينتج 186.3كجم من المواد المشعة، ولتصنيع قنبلة نووية يجب انتاج 240كجم من المواد المشعة، وتمتلك 19000جهاز طرد مركزي بينها 1000 جهاز من الجيل الجديد الأكثر قوة وحداثة من الأجهزة القديمة. موقع "بارشان" العسكري ، الذي يقع علي بعد 30كم جنوب غرب العاصمة طهران، هو أكثر المواقع إثارة لعلامات الاستفهام، وترفض طهران بشدة اتهامات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تجارب في "بارشان" لتركيب مواد نووية علي رؤوس صواريخ بالستية، وهو مارصدته صور بالأقمار الصناعية ومنذ عام 2005 لم يُسمح لمفتشي الوكالة بزيارة الموقع. ومن النقاط المثيرة للقلق أيضاً مفاعل "آراك" الذي يعمل بالماء الثقيل وينتج 9كجم من "البلوتونيوم"المشع ، مما يسهل إنتاج قنبلة نووية ، وكانت إيران أعلنت أنها ستعيد تشغيل المفاعل في عام 2014و لكنها تراجعت عن هذا التصريح، بإرجاء التشغيل لأجل غير مسمي. في السابع والعشرين من ديسمبر 2012، أكد"بنيامين نتنياهو"، رئيس وزراء الدولة العبرية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن إيران ليس لديها سوي بضعة أشهر لتجاوز "الخطوط الحمراء"، وطبقاً للخبراء الإسرائيليين فإن طهران يمكنها خلال بضعة أشهر إنتاج 240كجم من اليورانيوم المشع أو تخصيبه بنسبة 90٪، أي بما يسمح بإنتاج أسلحة نووية. أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فأكد علي شاشات التلفزيو ن الإسرائيلي في مارس 2013، أن إيران أمامها عام علي الأقل لكي تتمكن من إنتاج قنبلة نووية.. في مفاوضات جرت في العاصمة العراقية بغداد ، اقترحت القوي الدولية علي إيران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪و نقل مخزونها المخصب لخارج البلاد، وإغلاق مركز التخصيب في "فوردو"، والقبول بخطة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش باقي المنشآت، مقابل منح إيران أجهزة طبية تعمل بالطاقة النووية وتشغيل محطات الكهرباء في إيران بنفس الكيفية ، فضلاً عن منحها قطع غيار لطائراتها المدنية والتي لا تحصل عليها بسبب العقوبات المفروضة عليها، ولم ترد طهران علي هذا العرض بالإيجاب أو بالسلب. في آخر مفاوضات جرت في مدينة "ألما آتا" بكازاخستان، في فبراير 2013، قللت القوي الدولية من مطالبها ، فلم تعد تطالب إيران بإغلاق مفاعل "فوردو" وأصبح مسموحاً لها بالاحتفاظ بما خصبته من يورانيوم بنسبة 20٪، علي أن توقف عمليات التخصيب نهائياً، وفي مفاوضات أبريل 2013 اقترحت إيران خارطة طريق لرفع العقوبات نهائياً عنها ولكنها لم تقدم في المقابل أي تعهد واضح لوقف تخصيب اليورانيوم.