لقطة فيديو ربما لا تزيد مدتها عن دقيقة واحدة لكنها اشعلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية وحققت ملايين المشاهدات.. اللقطة تكشف بالصوت والصورة أروع ملاحم التضحية والفداء لأبطال الشرطة في حادث الأزهر الإرهابي الذين اندفعوا للقبض علي الإرهابي الذي ألقى عبوة ناسفة على قول أمني أمام مسجد الاستقامة بميدان الجيزة يوم الجمعة الماضي أمام منزل يختبئ فيه باحدى حواري الدرب الأحمر .. اللقطة تبين أنه بمجرد خروج الإرهابي من منزله وقبل أن يستقل دراجته الهوائية انقض عليه أمين الشرطة محمود أبواليزيد بقسم الدرب الأحمر وزميله الأمين بالأمن الوطني محمد خالد والمقدم رامي هلال الضابط في الأمن الوطني وقام الثلاثة باحتضانه وشلوا حركته فقام بشد فتيل العبوة التي كان يحملها فانفجرت فيهم جميعا لينتحر الإرهابى ويستشهد أبطال الشرطة الثلاثة ويصاب 4 من أبطال القوة والمواطنين ..الشهداء حموا بأجسادهم سكان الحارة وانقذوا منطقة الأزهر المكتظة بالمواطنين والسياح والتي كان الإرهابي يستهدفها بكارثة محققة. ..لا يختلف اثنان على أن لقطة الفيديو تعد بمثابة وسام شرف وتاج على رؤوس شهداء الشرطة الذين كتبوا بدمائهم الزكية صفحة جديدة من صفحات البطولة والفداء.. وسطروا بأرواحهم ملحمة كبرى في سجلات التضحية بالروح من أجل أن تحيا مصر ويحيا المصريون في أمن وأمان.. إنهم رجال لا يهابون الموت بل يواجهونه بكل شجاعة وإقدام ويتسابقون لنيل شرف الشهادة..«رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ »...رأينا مدى الإصرار والشجاعة التى يتحلون بها إيمانا منهم وبرسالتهم السامية فى حفظ أمن مصر واستقرارها.. رأينا بالصوت والصورة مشهد سيظل محفوراً فى ذاكرة الوطن لأبطال يحتضنون الموت ليفتدوا بأرواحهم عشرات المصريين. هذا الحادث يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حرفية أجهزة الأمن ويقظة رجال الأمن الوطنى والأمن العام الذين نجحوا خلال أيام قليلة في الوصول إلى الإرهابي عقب إلقائه عبوة ناسفة عند مسجد الاستقامة وراقبوا تحركاته يحدوهم الأمل أن يتوصلوا إلى شركائه وباقي أعضاء الخلية. وبالنظر إلى ترسانة المتفجرات التي عثر عليها بمنزله والتي تضم كميات كبيرة من المواد القابلة للتفجير وأسلاك وميزان حساس، وأدوات تصنيع القنابل والعبوات الناسفة نتاكد أنه كان يخطط لتصنيع كميات كبيرة من المواد المتفجرة لاستخدامها في عمليات إرهابية لكن سرعة توصل أجهزة الأمن إليه حالت دون ذلك. استطيع أن أؤكد أن هذا العمل الإرهابي ما هو إلا محاولة يائسة من الإرهابيين لإثبات وجودهم بعد الضربات المؤثرة التي وجهها رجال الجيش والشرطة لهم في كل مكان والتي قضت على جحافلهم ودكت أوكارهم وقطعت مصادر تمويلهم ، ولم يتبق سوى ذئاب منفردة ترتكب حوادث فردية لن تنال من إرادة المصريين ولن تزيد رجال الجيش والشرطة إلا عزيمة وإصراراً على المضى قدماً لاستئصال الإرهاب الأسود من جذوره، وتطهير البلاد من شروره ..حسنا جاء الثأر سريعاً بتوجيه رجال الأمن الوطنى ، ضربة قوية لخليتين إرهابيتين خطيرتين في العريش وتصفي 16 إرهابياً لتهدأ أرواح الشهداء. اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها وشرطتها من كل سوء .. اللهم أمين