طرحت وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج السفيرة نبيلة مكرم سؤالا وجيها في تعقيبها علي فيديو السيدة المصرية المعتدي عليها في الكويت الذي انتشر علي السوشيال ميديا.. قالت الوزيرة المحترمة في كلمتها خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأحد الماضي إن الفيديو مؤثر جدًا، وإن كل الجهات تدخلت للحصول علي حقها، متابعة: »لكن أنا عاوزة أشير لنقطة إن لما الموضوع حصل فاطمة لجأت للسوشيال ميديا، لماذا لا نثق في سفاراتنا في الخارج؟، السفارات تقدم خدمات حقيقية». بالنسبة لي لا أعرف لماذا لم تلجأ السيدة لسفارتنا.. وهل لا تعلم السفارة بمشكلتها عن طريق زملاء لها من المؤكد أنهم كانوا يتابعون حالتها.. وهل وهل.. أسئلة عديدة طافت بخاطري وأنا أشاهد الفيديو علي صفحتي بالفيسبوك.. الإجابة عند السيدة فاطمة التي استغاثت بالفيسبوك وقد صدق حدسها.. بمجرد انتشار الفيديو تحرك الجميع من أجلها وجاءت التعليقات من كثير من المصريين تحث الدولة المصرية وقيادات الكويت علي التدخل لإعادة الحق لصاحبته. كل هذا كان مطلوبا لكن الذي لا أقره أو أقبله ذلك الهجوم من بعض »العميان» علي الكويت ردا علي إساءات النائبة الكويتية صفاء الهاشم للمصريين وهذه صفة ذميمة في جمهورية الفيسبوك التي يتصور بعض مواطنيها أنهم أحرار فيما يكتبونه ويذهبون في تعليقاتهم إلي حد الردح والسب بأقذع الألفاظ وشتائم لا يقبلها الذوق العام.. ليس في هذه الحكاية فقط بل في كافة الموضوعات لدرجة أن بعض الأصدقاء قرروا مقاطعة الفيسبوك وأنا واحد منهم.. ففي كثير من الأحيان أقرأ تعليقات علي البعض فيها تجاوز وقلة أدب وضرب تحت وفوق الحزام.. الكويت الحكومة والشعب يدركون قدر الشقيقة الكبري ويعلمون قيمتها ووقوفها إلي جانبهم وقت الشدة.. ولعل تعبير الشيخ مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي كان خير مثال حينما قال إن الدم المصري سال علي أرض الكويت دفاعا عن الكويتيين إبان غزو صدام حسين لها وأن مصر وقفت من قبل في مطلع الستينات ضد عبد الكريم قاسم رئيس العراق عندما فكر في غزو الكويت وأن مصر كانت تدفع مرتبات المعلمين المصريين الذين أرسلتهم لتعليم أبناء الكويت في الخمسينات بدون مقابل.. وتقريبا نفس التصريحات قالها الصحفي الكبير أحمد الجار الله ردا علي التصريحات المسيئة للنائبة واصفا إياها بالحادث الفردي الذي لا يمكن أن يؤثر علي العلاقة الطيبة بين الشعبين مضيفًا: »الشعب الكويتي مستاء مما حدث».. وأعود إلي سؤالي.. لماذا لم تلجأ السيدة المصرية المعتدي عليها إلي السفارة المصرية لأخذ حقها.. من واقع خبرة سنوات في الخليج فإن سفاراتنا للأسف الشديد لا تهتم كثيرا بمشاكل العمالة المصرية ولهذا فإن تواصل أبناء الجالية معها يبدو مقطوعا أغلب الأوقات إلا من نفر قليل معظمهم من الإعلاميين المصريين وكبار الموظفين وهذا خطأ كبير من السفراء يجعلهم لا يستطيعون تقديم حصر حقيقي لأعداد العمالة في بعض الدول التي يخدمون بها مع أن الأصل هو العكس.. هذه مشكلة مزمنة في العديد من الدول أعتقد أنها تحتاج إلي وقفة لكي نعيد التواصل.. وأظن أن السفيرة نبيلة مكرم تفعل ذلك بحكم منصبها وهناك نشاط واسع لها ونجاحها في التواصل مع الطيور المهاجرة في أوروبا والولايات المتحدة خير دليل.