البرازيل ظلت حتي وقت قريب نصيرة للقضايا العربية ومدافعة عن الحق الفلسطيني في تقرير المصير، ولكن مع فوز جايير بولسونارو في انتخابات الرئاسة الأخيرة تغيرت الأحوال وتبدلت، وإذ بالرئيس البرازيلي المنتخب يعلن أن بلاده سوف تنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب للقدس المحتلة، وهو الإجراء الذي أثار جدلا كبيرا حينما أقدم علي اتخاذه نظيره الأمريكي دونالد ترامب. ومن ثم فإن هذه التصريحات العنترية من الرئيس البرازيلي المنتخب جعلت كل إنسان عربي غيور علي القضية الفلسطينية.. يقول: حتي أنتِ يا برازيل تتراجعين عن مواقفك الثابتة وتعملين علي نصرة الظالم علي المظلوم هذا لم يكن عشمنا أبدا فيكِ في يوم من الأيام.. الموقف العربي عبّر عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في تصريحاته.. مشيرا إلي أن تصريحات بولسونارو حول إمكان النظر في نقل عاصمة بلاده إلي القدس هي موضع انزعاج كبير من جانب العرب كون البرازيل دولة ذات سمعة طيبة في احترام القانون الدولي وتجمعها مع كافة الدول العربية علاقات قديمة ومتشعبة قائمة علي الاحترام والتعاون المتبادل. وأضاف أن إقدام البرازيل علي هذه الخطوة يعد خرقا صارخا ومؤسفا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقدس وأنه يربأ بالبرازيل - وهي دولة لها تاريخ في دعم الشرعية الدولية - أن تتخذ قرارا مثل هذا، مما يعد اعتداءً سافرا علي الشرعية الدولية.. كل الأمل في أن تتدبر البرازيل أمرها ولا تقدم علي اتخاذ مثل هذا القرار وأن تدرك تداعياته السلبية في علاقاتها مع المنطقة العربية.. وليعلم بولسونارو أن السير علي خطي ترامب هو طريق مليء بالأشواك والمهالك وأن انتخابه رئيسا لدولة هامة في أمريكا اللاتينية كالبرازيل يجعله مسئولا في المقام الأول بالحفاظ علي سمعتها الطيبة التي طالما احتفظت بها في المجتمع الدولي علي مر العصور.