إذا كانت ليلة القدر هي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم علي سيدنا محمد فلماذا هي غير معلومة لنا ؟! يقول سبحانه في كتابه الحكيم " إنا أنزلناه في ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتي مطلع الفجر " صدق الله العظيم ، يقول العلماء إن النبي صلي الله عليه وسلم قد علم ليلة القدرعلي وجه التعيين، ثم أنسيها لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالي. قد تكون حكمته تحفيز الناس للعبادة والدعاء في العشر الأواخر، روي مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنُسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر". يتضح لنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم علمها، ونسيها، وقد روي البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان". وللدكتورة نوال العيد محاضرة قيمة في"ليلة القدر" تقول إنها سُميت بهذا؛ لأن فيها تتنزل المقادير من السماء إلي الأرض، وسميت بذلك نسبة إلي التقدير.. فالعبادة فيها تعدل 84 سنة، إذا قلت فيها : استغفر الله، كأنك تستغفر منذ ولادتك إلي أن صار عمرك 84، فيها تضيق الأرض بعدد الملائكة، فإن الملائكة.. تنزل في هذه الليلة ويكون عددها أكثر من حبات الحصي لتؤمن علي دعائنا.. هناك عدة أنواع من المقادير التي يكتبها الله عز وجل للاإنسان : مقادير أزليّة ومقادير سنوية ومقادير يومية، تستطيع تغيير قضائك اليومي أو السنوي بالدعاء، إذا الله كتب لك قدرا سيئا للسنة القادمة وصرت تدعو بإخلاص في ليلة القدر فإن الله - عز وجل - يأمر الملائكة أن يمسحوا الصحيفة التي كتب فيها الشقاء ويكتبون لك السعادة..»..يَمحُوا اللهُ مَا يشاء ويُثبِت وَعِندَهُ أُمُّ الكِتاب..».ربنا كريم رحيم فتح لنا أبواب الرحمة وأبواب السماء وأبواب الجنة وينادينا إليه لندعوه ونتوب إليه، لا تفوتوا الفرصة.. ولا ندري قد يكون هذا آخر رمضان نحضره.. اكثروا من الذكر والصدقة وقراءة القرآن وقيام الليل. دعاء : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.