عندما جاءني صوت الزميل والصديق العزيز أيمن بدرة رئيس تحرير أخبار الرياضة، ليخبرني أن الجريدة ستصدر في عدد خاص.. هو الذي بين يديك.. اعجبتني الفكرة لأسباب كثيرة أهمها التوقيت.. فهذا بالفعل هو التوقيت المناسب لمشوار موسم قارب علي الأنتهاء إلا خطوة أخيرة من الممكن أن تكون إضافة تاريخية للنجم الأسطوري محمد صلاح صاحب العدد. والواقع.. الذي يدركه كل عاشق ومحب لنموذج فريد من نوعه »مو» صلاح.. ان العلاقة وطيدة، وتكاد لاتنفصل بين عدد خاص وبين حالة خاصة.. هو بالفعل مميز ومتميز وقدوة بامتياز.. لذلك يمكن القول أنه نجم فريد من نوعه يظل في مكانة أخري تجعل الكلام عنه خاصاً.. والتعامل مع شخصه كبني آدم ولاعب موهوب خاصاً. لم يعد محمد صلاح مجرد لاعب. او نجم مرموق. وليس فارساً مصريا في ميدان التنافس لأكبر وأهم دوري في العالم، ولا هو كبير الهدافين وأعظمهم. ولازعيم الألقاب والأرقام القياسية في موسم احتكر فيه كلمة الأحسن.. عربيا وأفريقيا وأوربيا.. وبإذن الله عالمياً.. لم يعد ابن نجريج كل هذا.. وإنما الأهم انه أحدث انقلابا في مفاهيم الأطفال الصغار والنشء الواعد. وتحديداً في مصر، وهذا هو الأهم. الأجيال الصاعدة.. كلها تريد أن تكون محمد صلاح. التلاميذ في المدارس، والأولاد في الشوارع، والملايين من المغرمين بفنه من القاعدة العريضة لأبناء الأهالي.. كلهم يريدون أن يكونوا.. مو .. صلاح. الشباب والكبار.. ارتفع حجم طموحاتهم.. والفضل لصلاح الذي اثبت انه لايوجد في القاموس البشري.. مستحيل. لقد.. جاء صلاح في أهم توقيت علي الإطلاق، فأثر في الشارع المصري بإيجابية، وقت أن كان الإحباط يدمر قطاعاً عريضاً فمن فقدوا الأمل بعد 2011، فسار بإبداعاته وتألقه جنبا إلي جنب مع مسيرة التنمية الحقيقية التي بدأت بعد 2014. ياسبحان الله هذا النجم الأسطوري فعلا.. أصبح يمثل قيمة حضارية وإنسانية جبارة تساعد علي دفع المجتمع بأثره إلي الأمام.. ولما.. لا.. وهو الذي رفع شعار: كل شيء ممكن.. فأمكنه أن يغزو العالم بعبقريته كإنسان، قبل أن يكون فذاً في الملاعب. الكلام.. عن صلاح ينبغي ألا يقف عند مستطيل أخضر خطف من خلاله الأنظار، وأصاب الدنيا بالإنبهار، وجعل كل مصري يشعر بالفخار.. وإنما لابد ان يمتد إلي دراسة هذه الشخصية التي خرجت من ريف أرض طيبة تحمل في وجدانها حلما لاحدود له.. وإذا بها تتحدي كل الصعاب لنتربع علي القمة. ارجو.. من حضرات الأفاضل المتخصصين في العلوم الإنسانية والدراسات الاجتماعية، والتنمية البشرية، أن يذاكروا محمد صلاح جيداً. حتي يخرجوا بفائدة يمكن لأجيال قادمة أن تتعلمها.. ليس علي صعيد كرة القدم فقط، وإنما علي كل الأصعدة. مهم جداً.. ان يجري الاحتفال بما يحققه نجم مصر الأسطوري ولامانع من »التهليل» لكل لقب يحصل عليه، لأن في ذلك إن للمصريين جميعاً.. ولكن الأهم هو محاولة استثمار صلاح كمشروع يستطيع الأهالي والشعب.. بل والحكومة الاستفادة منه لأن مايقدمه لمصر من دعاية أكبر بكثير مما تحاوله مؤسسات ووزارت وهيئات ضلت الطريق طويلاً في مخاطبة الخارج.. وصلاح خاطبهم. قلتها مراراً.. وتكراراً. وأعود وأقولها.. لما بتيجي سيرته.. يحلو الكلام.. هكذا غنت لطيفة لحبيبها .. حبيب واحد، ربما كان مجهولا.. أما عندما تأتي سيرة صلاح علي لسان أي مصري أو عربي، يجد نفسه، يقول فيه أحلي وأجمل وأرق الكلام.. لأنه يعرفه وقريب منه ولم يجد منه إلا كل حلو. صلاح.. حالة خاصة.. ربنا يحميك يا ابني.