ذاكرة التاريخ ومجريات الأحداث وتوالي الوقائع عبر بوابة الزمن الماضي والحاضر، ومن خلال النظرة المستشرفة لآفاق المستقبل وإرهاصاته المتأهبة للقدوم،..، تؤكد لنا في كل لحظة من الأمس واليوم وغداً، بأن سيناء كانت دائما وستظل أبداً البوابة الشرقية لأرض الكنانة. هكذا كانت بطول الزمن الماضي وصولا إلي الحاضر وهكذا ستظل في المستقبل، مسرحاً وميداناً لكل الحروب والغزوات التي استهدفت مصر، منذ الفراعنة الأوائل وما تلاهم من الرومان والإغريق، وما بعدهما من المغول والتتار،..، وصولاً إلي العدوان الثلاثي عام 1956 ثم نكسة 1967، التي استطاع جيش مصر البطل محو آثارها في معركة العبور العظيم عام 1973، وما تلاها من تحرير كامل تراب سيناء وعودتها للوطن الأم في إبريل من عام 1982. وطوال الزمن ومنذ فجر التاريخ وحتي اليوم، تؤكد لنا جميع الأحداث والوقائع في التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر، أن سيناء كانت وستظل هي المدخل والمعبر لمصر، وهي الطريق والمنفذ الذي يمر منه من يسعي للوصول إلي قلب الوطن حيث وادي النيل الممتد من الدلتا للصعيد. ولذلك فإن سيناء كانت وستظل الموقع والمكان المتقدم للدفاع عن مصر ودحر أعدائها، وإحباط مساعيهم ومؤامراتهم الإجرامية للمساس بمصر،..، وما يجري فيها الآن من حرب مقدسة ضد جماعات الإرهاب وعصابات القتل والتخريب والتكفير، هو الترجمة الطبيعية والصادقة لإيمان المصريين وإدراكهم الكامل بأن أمن مصر القومي لا يتحقق بدون تطهير سيناء من الإرهاب ولا يكتمل دون اقتلاع جذوره النجسة من أرضها الطاهرة. وإذا كنا نحتفل هذه الأيام بعيد تحرير سيناء، الذي تحقق في الخامس والعشرين من إبريل 1982، فإننا واثقون بعون الله بأننا سنحتفل قريبا بدحر وهزيمة قوي الشر والإرهاب وتطهير سيناء بالكامل منها،..، وتنفيذ الخطة القومية لتعمير سيناء وتحويلها إلي واقع قائم علي الأرض.