القيمة والمعني الحقيقي لتحرير سيناء في الخامس والعشرين من ابريل عام 1982 بالنسبة للمصريين جميعا، هو انه دليل حي علي قوة وصلابة وأصالة مصر وشعبها، ورفضهما القاطع للهزيمة أو الاحتلال لحبة رمل واحدة من تراب الوطن. من أجل ذلك سيظل هذا اليوم علامة فارقة في تاريخ مصر وشعبها، يؤكد للمنطقة والعالم بوضوح تام قدرة هذا الشعب اللا محدودة علي النهوض من كبوته وتحرير الارض وصناعة النصر واستعادة الكرامة الوطنية. ولهذا فإننا في هذه الايام المجيدة نستعيد في ذاكرتنا الوطنية كل المعاني والدلالات العظيمة، لتحرير سيناء وعودتها الي حضن الوطن الأم، ونتذكر بكل الاجلال والاحترام والحب التضحيات الهائلة التي قدمها الاخوة والأباء في سبيل التحرير والنصر، طوال السنوات الست التي ظلت فيها سيناء اسيرة الاحتلال البغيض. هذه السنوات الفاصلة بين الهزيمة والنصر، شهدت حرب استنزاف طويلة وتوجت بحرب تحرير بطولية، قدمت فيها مصر العديد من الشهداء الابرار، بذلوا أرواحهم فداء للوطن وضحوا بأنفسهم لتحرير الارض. واحتفالنا اليوم بالذكري السادسة والثلاثين لتحرير سيناء له طبيعة خاصة، حيث يتواكب مع ما يقوم به جيشنا البطل وشرطتنا الباسلة، من جهد خارق ومواجهة قوية للقضاء علي الإرهاب، وتطهير سيناء منه واقتلاع جذوره من ارضها الطاهرة. وللأبناء والشباب الذين لم يعاصروا اللحظات المجيدة لعودة سيناء، في مثل هذا اليو م منذ ستة وثلاثين عاما، نقول لقد كانت لحظات عظيمة حافلة بكل المعاني السامية للكرامة والشرف وحب الوطن،..، ونقول ايضا ان المعركة التي نخوضها الآن ضد فلول الإرهاب وعصابات القتل والتكفير والتفجير هي امتداد طبيعي لنفس المعاني،..، وعلي نفس الدرجة العالية والسامية من الكرامة والشرف. »ونواصل غدا بإذن الله»