مازالت صورة عزيز المصري مدرستي الابتدائية .. محفورة في ذاكرتي وعالقة بتلابيب قلبي، عندما أستدعيها أجدها ماثلة أمامي جميلة ورقيقة بمبانيها وأفنيتها وفصولها وحجراتها ونسرها الذي يقال إنه كان به نافورة وبحيرة للبجع، حقيقي لم أشهد هذا المنظر البديع لكن كنت أتخيله وأنا جالسة علي جزء من جناح النسر العملاق الذي يفترش الفناء الذي كنا نقوم فيه بتحية العلم وتطل عليه فصولنا الدراسية والمعمل وحجرات الألعاب والموسيقي والرسم والزراعة.. فمدرستنا كانت واحدة من المدارس النموذجية واليوم الدراسي بها كان ينتهي في الساعة الثانية والنصف عصرا، وكنا نقضي فيها أوقاتا جميلة نتحرك مابين الفصول والحجرات والأفنية حيث نتلقي فيها العلم ونمارس بها الأنشطة المتنوعة.. بينما مدارسنا حاليا فقدت الكثير من جاذبيتها عند تلاميذها وحتي نعيد لها حيويتها لابد أن تقوم وزارة التعليم بواجبها تجاه أبنائها.. حقيقي الميزانية ضئيلة لكن هناك العديد من المقترحات المجانية التي تعيد لمدرسة عزيز المصري وأخواتها، مكانتها في قلب تلاميذها، منها أن تقوم الوزارة بعمل العديد من البروتوكولات مع الهيئات والجميعات والمتاحف والمساجد والكنائس وغيرها لكي يذهب المسئولون فيها إلي المدارس حاملين أدوات وكتيبات ونشرات تشرح للتلاميذ مايقومون به من أجل نشرالمعرفة.. فمثلا المتاحف ترسل أمناءها يحملون معهم شنطا متحفية بها قطع مقلدة تشرح عليها الحضارات المختلفة التي مرت علي مصر، وقصور الثقافة تجري عروضها المتنوعة داخل هذه المدارس، والجميعات الخيرية تذهب إلي هؤلاء التلاميذ لتعرفهم بأهمية العمل التطوعي في مساعدة المحتاجين، ومراكز الشباب أو الأندية تدعو هؤلاء التلاميذ ومدرسيهم إلي زياراتها واللعب بها، بينما المساجد تأخد التلاميذ الأقباط للتعرف علي سماحة الدين وكذلك تفتح الكنائس المجاورة للمساجد أبوابها للتلاميذ المسلمين لمعرفة كيف تكون المحبة لكل البشر .