انتهي عام، وأقبل 2018، وإن شاء الله يكون عام رخاء واستقرار ونماء وخير علي مصرنا الحبيبة.. قلّبت أوراق العام لأبحث عن شخصية بارزة فيه داخليا، وخارجيا، لم أجد سوي "المصري" ليكون بطل هذا العام. فالمصري أثبت أنه "قد المسئولية"، وأنا هنا أتحدث عن ذلك المصري الناجح المجد في عمله، الذي يتخطي الصعاب، ويدوس عليها ليعبر إلي الغد، الذي لا يلهيه أي شيء عن خدمة وطنه. المواطن المصري بدرجة رئيس وزراء.. كان يواصل الليل بالنهار دون كلل أو ملل ودون شكوي، ويتحمل النقد من وسائل الإعلام دون أن يتذمر أو يثنيه ذلك عن المهمة التي يقوم بها، كان يعتصره المرض، ويعقد الاجتماعات، كان يتألم ويتنقل من محافظة لأخري ليتابع المشروعات، كان يفترسه المرض وهو مستمر في الإنجاز، كان يضحي بصحته من أجل البلد. المواطن المصري بدرجة ست البيت، هي الست اللي بميت راجل، التي امتصت صدمات القرارات الاقتصادية الصعبة التي لابد من اتخاذها، ولا يمكن تأجيلها، وإلا لجاء وقت انهار فيه اقتصاد البلد، وبكينا فيه علي اللبن المسكوب.. هي المرأة التي دبرت أمورها وشئون بيتها في ظل ارتفاع الأسعار، ومحدودية الدخل، هي السند وعمود الخيمة في كل أسرة، وهي التي وفرت ودبرت وأدارت أهم مؤسسة، وهي مؤسسة الأسرة المصرية. المواطن المصري بدرجة طالب، وهو المتفوق النابه الذي تميز عن أقرانه في كل دول العالم رغم عدم وجود الإمكانيات، وعدم جودة المناهج، وكل الظروف الصعبة، إلا أنه كان يملك إصرارًا وحبًا وانتماءً لبلده. المواطن المصري بدرجة مهندس، بني أحدث الجسور، وحفر أصعب الأنفاق، ومهّد طرقا وعرة، وحطّم صخورا، وشقّ وديانا، وأنشأ مصانع، وأقام مدنًا، ورفض فرصًا في الخارج برواتب أكبر، ولكنه فضّل العمل في بلده أم الدنيا. المواطن المصري بدرجة معلم، هو الذي يبني الإنسان، ويقوِّمه، ويراعي ضميره، ويبذل قصاري جهده، حتي يكمل رسالته التربوية علي أكمل وجه، دون أن يستغل ظروف الطلاب، أو يقصِّر في عمله، ليجبر الطلاب علي استكمال ما فاتهم من تقصير عبر دروس خصوصية. المواطن المصري بدرجة شيخ الأزهر الذي تصدي لكل محاولات الحياد عن وسطية الإسلام، ولجّم محاولات الشطط التي يمارسها المارقون، وواجه الإرهاب الديني، بالإسلام السمح، والأحاديث الصحيحة.. وكان الصخرة التي تحطمت عليها كل محاولات التطرف، وتفريق المسلمين. المواطن المصري بدرجة بابا الأقباط الذي فوّت الفرصة علي كل من حاول تفتيت وتفكيك وحدة المصريين الوطنية، وكان دائمًا كتفه بكتف شيخ الأزهر في كل القضايا الوطنية. المواطن المصري بدرجة رجل الجيش الذي يحمل بيد السلاح ويبني باليد الأخري والذي حمل روحه ليفتدي بها وطنه، ويعيش دائما بطلًا، ويموت دائما شهيدًا من أجل الحفاظ علي تراب مصر.. المواطن المصري بدرجة رجل الشرطة، هو أيضا عقيدته أموت من أجل الشعب، ودائما أنا في خدمة الشعب، فهو يعرِّض نفسه للخطر من أجل سلامتنا. المواطن المصري بدرجة رياضي.. فهو يتفاني في التدريبات، ليكون الأول، ويمثل بلده التمثيل المشرف، ويجعل اسم مصر عاليا، ويُسمع العالم صوت سلامنا الوطني. المواطن المصري بدرجة دبلوماسي، فهو تفاني وتمهّل وناور وتفاوض، للحصول علي أفضل المكاسب ليس لمصر فقط، ولكن لأمتنا العربية، ولقضايانا الوطنية. المواطن المصري بدرجة رئيس الجمهورية وربّان سفينة الوطن الذي يعبر بها إلي المستقبل وسط أنواء الإرهاب، ومحاولات التربص والترصد، والمؤامرات لإغراق السفينة قبل أن ترسو علي شط الأمان.. وهو الذي يسير بنا وفق خطة ورؤية لبناء مصر الحديثة، والوصول لمستقبل يليق بهذا البلد الأمين، الذي يريد أن يحوِّله من "أم الدنيا" ليصبح "قد الدنيا". سلّح الجيش، عمّر الصحراء، وفّر فرص عمل، وأصر علي أن تكون كل المشروعات القومية بأيدٍ وعقول مصرية 100٪.. اتخذ قرارات جريئة تفادي كل من قبله أن يتخذوها حفاظا علي مصالحهم الشخصية، ولكنه قدّم مصلحة البلد والشعب علي مصالحه الشخصية، ويكفي أنه يتقي الله فينا، فهذه أكبر ضمانة للبلد وللشعب. آخر كلمة كل عام وكل المصريين بخير