أهلنا في سيناء العزيزة كان قدرهم علي الدوام أن يكونوا دائما في الخطوط الأمامية للمواجهة في كل حروب مصر دفاعا عن أرضها وصونا لاستقلالها واستقرارها وأمنها. أهلنا في سيناء صمدوا حتي النصر في حرب السويس التي استعادت القناة، وأنهت عهودا من الاستغلال البشع، وحفظت لمصر قرارها المستقل وإرادتها الحرة. وأهلنا في سيناء هم من لقنوا العدو الإسرائيلي الدرس الذي لا ينسي بعد حرب 67، حين تصور الإسرائيليون أنها فرصتهم لفصل سيناء عن الوطن، وحين عقدوا مؤتمر »الحسنة» عام 68 ليعلنوا ذلك، ليقف الشيخ "سالم الهرش" متحدثا باسم زعماء قبائل سيناء لتكون كلماته إلي موشي ديان صفعات مدوية أمام صحافة العالم التي نقلت حديثه الصادق: أؤكد لكم أن سيناء مصرية وستظل مصرية 100٪ ولا يملك الحديث بشأنها إلا الزعيم جمال عبدالناصر.. فتكون نهاية الوهم الإسرائيلي!! وأهلنا في سيناء هم من وضعوا أرواحهم علي أكفهم في السنوات الصعبة ليكونوا العون والسند والشريك لجنودنا البواسل أثناء حرب الاستنزاف ليكتبوا معا صفحات ناصعة من النضال الوطني لم تسلط عليها الأضواء كما ينبغي حتي الآن. وأهلنا في سيناء هم من تحملوا مع أشقائهم في مدن القناة العبء الأكبر للصمود في هذه السنوات الصعبة، حتي جاءهم النصر العظيم في أكتوبر، لتهون معه كل التضحيات. وأهلنا في سيناء هم الذين يرابطون الآن »كما عودونا» في الخط الأول من المواجهة مع جماعات الإرهاب، ويتصدون -مع مصر كلها- للمؤامرة التي تحاول أن تجد للإرهاب موقعا علي أرض مصر، والتي بلغت أوجها مع حكم الخيانة في عهد الإخوان البائد حين فتح مرسي ورفاقه في الجماعة الخائنة أرض سيناء لكل المجرمين من جماعات الإرهاب في محاولة بائسة لإقامة "إمارة" يسمونها "إسلامية" علي أرض سيناء الطاهرة. أهلنا في سيناء يقفون في الخط الأمامي من المواجهة، سقطت المؤامرة مع سقوط حكم الإخوان الفاشي، ولكن بقي الإرهاب يحاول البقاء علي الحياة هناك، وظل يلقي الدعم من كل أعداء الوطن. وها هي الجريمة الأخيرة في مسجد الروضة تقول إننا أمام فصل جديد من المؤامرة، مع إرهاب يائس يقتل المصلين في المساجد بعد أن قتلهم في الكنائس وفي الشوارع وكمائن الجيش والشرطة. أهلنا في سيناء يدفعون الثمن غاليا، ولكنهم صامدون. شباب القبائل وشيوخها يطلبون الثأر، وسيحققه جيشهم الوطني، يرفضون الإرهاب، وسيقضي عليه شعب يرفض كل ما يمس وحدته، وجيش يقاتل كل من يهدد أمن الوطن أو سيادة الدولة. أهلنا في سيناء .. تحية إجلال وتقدير لتضحياتهم.. وعزاء من القلب في شهداء لإرهاب منحط. ووعد نشاركهم إياه بالقضاء علي كل بؤر الإرهاب، وبأن تظل سيناء أرضا للسلام، وموعدا مع الرخاء والتنمية، ودرسا لكل متآمر يتوهم أن أرض الفيروز يمكن أن تغرد خارج الوطن.