منذ أول أيام شهر أكتوبر في كل عام نتنسم عبير النصر، تتفتح ورود الكرامة والعزة والفخر داخل الصدور.. اليوم نحتفل بمرور 44 عاما على أعظم انتصار فى تاريخنا الحديث، 6 أكتوبر لم يكن مجرد انتصار لكنه عنوان الكرامة والبسالة والتضحية، نحتفل بيوم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فحققوا النصر وقهروا ُعدوا كان يظن أنه لا يقهر. ما صنعه رجال القوات المسلحة فى 6 أكتوبر مازال درسا ينحنى أمامه العالم .. احتراما هى قصة شعب لم يستسلم للهزيمة، قصة جيش تمكن فى 6 سنوات من عبور جدران اليأس إلى شاطئ النصر مرفوع الرأس، ليبدأ بعدها مسيرة السلام والتنمية. فى هذا اليوم العظيم التحية واجبة لكل أبناء القوات المسلحة الذين حققوا النصر يوم 6 أكتوبر، للشهداء الذين ارتوت بدمائهم الطاهرة رمال سيناء الحبيبة، للمصابن الذين لم يبخلوا على مصر بأعز ما يملكون دفاعا عن كل حبة رمل من أرضها، والتحية متواصلة لبطل الحرب والسلام الزعيم الراحل محمد أنور السادات الذى قاد جيشه وشعبه للعبور العظيم.. نجحت القوات المسلحة بخطة خداع لم يشهد العالم مثيلا لها، وانتصرت بملحمة عزيمة وإصرار لم تعرف الدنيا شبيها لها.6 أكتوبر 1973 يوم مشهود فى تاريخ مصر والعالم، يوم يجب أن يتحول لدروس فى الوطنية والعطاء يتم تعليمها لكل الأجيال الشابة الذين لم يشهدوه ولا يجب أن نتركه يغيب عن ذاكرتهم. عندما علمنا العدو الإسرائيلى أن الإرادة قادرة على هزيمة أحدث الأسلحة، أن التخطيط الجيد أساس كل نجاح، أن العبور إلى النجاح ممكن فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس فى 6 أكتوبر ، كسرنا أنف الغرور الإسرائيلى فى ملحمة عسكرية مازال العالم يدرسها ويتعلم منها، لا ننسى القادة العظام ولا الجنود، مازالوا أحياء فى ذاكرتنا ويجب ألا يغيبوا. وفى هذا العام للاحتفال طعم مختلف.. نحتفل ورجال الجيش والشرطة يحاصرون الإرهاب فى سيناء الحبيبة وفى طريقهم لاجتثاثه من جذوره، نحتفل بعد أن عرفت سيناء أخيرا طعم التعمير والبناء الحقيقى، نحتفل والشعب بأكمله يقف خلف زعيمه عبدالفتاح السيسى وخلف رجال جيشه على طريق البناء والتعمير ودحر الإرهاب، نحتفل ومصر نجحت فى أن تجتاز المؤامرة الكبرى التى استهدفت وجودها ومستقبلها لتبدأ ملحمة التحول من شبه دولة إلى دولة حديثة تستعيد دورها وريادتها عربيا وإفريقيا وعالميا. نحتفل ومصر تملك قرارها وتبنى مستقبلها. نحتفل هذا العام ومصر الكبيرة تقود الفلسطينين للمصالحة على طريق تحقيق سلام شامل وعادل يحقق حلم العرب فى دولة فلسطينية مستقلة، ودرس السلام الذى جمع مصر وإسرائيل منذ 40عاما مازال حيا ليتعلم منه الجميع، ً نحتفل ومصر تعمل بكل قوتها للحفاظ على وحدة ليبيا وسوريا والعراق وقيادة العرب للخروج من النفق المظلم إلى عصر الوحدة والبناء والسلام والحفاظ على الدول الوطنية، نحتفل ودويلة قطر الراعية الأولى لإرهاب فى العالم تم فضحها على الملأ ويتوارى زعماء الإرهاب فى جحورهم بها. الجيش المصرى »عمود الخيمة« الذى قاد الشعب وحافظ على الدولة ودحر الإرهاب ويقود التنمية والبناء. فى يوم النصر تحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالفتاح السيسى وللقائد العام الفريق أول صدقى صبحى وكل أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تحية لكل ضابط وجندى، ونحن نرى يدا تبنى ويداً تحمل السلاح. الجيش المصرى مدرسة الوطنية ومصنع الرجال، جيش الشعب لا يعمل إلا للشعب. تعظيم سلام للرجال فى يوم الكرامة، يوم نرفع فيه جميعا رؤوسنا فوق لأننا مصريون.