دخلت أزمة قطر مرحلة جديدة مع البيان الذي أصدره الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني ودعا فيه الحكماء والعقلاء من أبناء الأسرة الحاكمة والنخبة الفاعلة في قطر إلي اجتماع أخوي ووطني لمحاولة إعادة الأمور إلي نصابها حتي لا يتم الدفع بأبناء قطر إلي مصير لا يريدون الوصول إليه.. وفقا لما قاله الرجل الذي ظل مبتعدا عن التدخل في أوضاع الحكم حتي وجد أن النظام الحاكم في قطر يقود البلاد إلي الهاوية.. أو كما قال محذرا من حال فوضي وخراب كما هو حال دول أخري دخلت في نفق المغامرة!! البيان الذي أصدره الشيخ عبدالله يعني أن أزمة النظام القطري قد وصلت إلي مرحلة يخشي فيها العقلاء من الأسرة الحاكمة علي مصير البلاد. ويعني أن الرهان علي أن يقوم النظام القطري بتصحيح أخطائه والتوبة عن خطاياه قد وصل إلي نهايته. وأن كل الفرص التي أعطيت لهذا النظام قد تم إهدارها. وأن من كان لديهم أمل في أن يخرج الابن تميم عن سياسة »الحمدين» المستمرة منذ عشرين عاما والقائمة علي دعم الارهاب ونشر الفوضي.. قد أدركوا الآن أن تنظيم »حمد وحمد» هو المسيطر علي السلطة، وأن الابن تميم يعرف دوره كمنفذ لسياسات التنظيم. وأن استمرار هذه الأوضاع لا يعني إلا شيئا واحدا.. وهو أن الأسوأ قادم ما دامت قطر تحكمها نفس السياسات التي حولتها من عشرين عاما إلي قاعدة للتآمر علي العرب، ولضرب استقرار دول الخليج العربي، ولرعاية وتمويل مخططات، نشر الفوضي وإشاعة الارهاب في المنطقة. بيان الرجل الصامت منذ عقود والشيخ عبدالله بن علي يعني أن العقلاء في الأسرة الحاكمة يرون ما يراه الشعب القطري الشقيق والمعتز بعروبته من مخاطر التحالف بين النظام وجماعة الإخوان، ثم الاحتماء بعساكر اردوغان والارتماء في أحضان إيران، وتمادي حكام قطر في تنفيذ المهام الموكولة لهم لضرب استقرار دول الخليج العربي، واشاعة الفوضي والدمار في الوطن العربي، ودعم عصابات الارهاب التي لم تستثن من عملياتها إلا إسرائيل وقطر!! يدرك النظام القطري أنه - منذ عشرين عاما - يسير في طريق لا رجعة فيه. ويدرك شعب قطر »والشعوب العربية كلها» أنه لا حل للأزمة الراهنة إلا بسقوط النظام الذي لا يملك القدرة علي الخروج عن »النص» أو التوقف عن تنفيذ ما جاء من أجله.. أي التآمر لنشر الفوضي في العالم العربي، ودعم عصابات الارهاب وهي تضرب الاستقرار وتقود المنطقة إلي الفوضي والدمار. لا مفر من بداية جديدة لقطر. عشرون عاما من الجرائم في حق شعب قطر والشعوب العربية تكفي. هذا ما قررته الدول العربية حين أعلنت المقاطعة. وهذا ما يمثله بيان الشيخ عبدالله حين يقول لشعب قطر: إنها ساعة الإنقاذ.. أو الفوضي والخراب!!