في إطار تحركها الواعي والمدروس علي الساحة الدولية، وحرصها علي التواجد الفاعل والنشط في كافة المحافل والتجمعات الاقتصادية والإنمائية العالمية، جاءت المشاركة المصرية في قمة »البريكس» التي عقدت أعمالها في مدينة »شيامن» الصينية خلال اليومين الماضيين. وللحضور والمشاركة المصرية في هذا التجمع الدولي الهام دلالة ومعني كبيران، لا يغيبان عن مراكز الرصد والمتابعة الدولية، المتنبهة والراصدة لكل المتغيرات والتطورات الجارية بطول وعرض خريطة العالم،..، والتي سجلت انطلاقة مصر الجديدة والنشطة علي كل المحاور الاقتصادية والسياسية الإقليمية والدولية، في إطار سعيها الجاد والمتسارع لاحتلال موقعها ومكانتها المستحقة واللائقة بين دول العالم. وفي اجتماعات »البريكس» الذي يضم خمس دول هي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وبحضور مصر ومشاركتها، كانت اللغة التي يتحدث بها الجميع هي لغة الاقتصاد والاستثمار والتنمية، إيمانا من الجميع بأن المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة هي الأساس الصلب والقاعدة المتينة، التي تقوم عليها العلاقات القوية بين الشعوب والدول. من أجل ذلك تركز الحديث ودارت الحوارات خلال الاجتماعات عن الاقتصاد والتنمية، وضرورة تحقيق اقتصاد عالمي مفتوح وشامل يتيح لجميع الدول والشعوب في العالم فرصة المشاركة في منافع العولمة، ومقاومة الفساد والإرهاب باعتبارهما خطرا جسيما يهدد الاستقرار والتنمية علي مستوي العالم كله. وانطلاقاً من ذلك كان من الطبيعي أن تحرص مصر علي عرض تجربتها الحالية في الإصلاح الاقتصادي الشامل، ومعالجة السلبيات المتعددة والمتراكمة طوال السنوات الماضية، وخلق بيئة جاذبة للاستثمار وإقامة المشروعات المشتركة ونقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، في ذات الوقت الذي تواجه فيه الإرهاب وتقاوم الفساد،..، وهو ما حققت فيه نجاحا ملحوظا ومؤكدا شهد به العالم كله. وفي هذا الإطار يستطيع أي متابع أو راصد لما جري في اجتماعات »البريكس»، أن يسجل بموضوعية أننا نشهد الآن بالفعل عودة قوية للتواجد والحضور للدولة المصرية علي الساحة الدولية بكل ما يعتمل فيها من فعاليات وأنشطة اقتصادية ذات وزن وثقل وتأثير، وهو ما يؤهل مصر لاحتلال موقعها ومكانتها اللائقة علي الساحة الدولية.