كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة.. كل عام ومصر بلد المحبة والتسامح.. بلد الأمن والأمان.. بلد الأزهر والكنيسة.. بلد الضحكة الصافية الصادقة رغم أية صعوبات أو مشاكل. إنه عيد الأضحي رمز الفداء والطاعة.. والثقة في الله ورحمته.. فليكن هذا العيد قدوتنا في تعاملنا مع أنفسنا والآخرين.. وقبلهم مع وطننا الغالي المفدي.. الذي يستحق أن نضحي ونتحمل من أجله جميعا.. وأقصد كلمة جميعا وأنا أعلم أن الكثير من المصريين يعاني بسبب الغلاء والظروف الاقتصادية.. لكن في المقابل أدعو الله أن يهدي من تعينه ظروفه المادية علي المواجهة لكي يضحي.. أن يترفع القادرون عن التهرب من مستحقات الدولة.. او الاستفادة من الأشياء المدعومة حتي ولو كانت بسيطة.. فيجب ألا يلجأ أصحاب الدخول المرتفعة للسلع التموينية أو الخبز المدعم.. أو يتفنن بعض أصحاب المشروعات في الهروب من الضرائب سواء بالتهرب أو الطرق القانونية الملتوية.. ناهيك عن كبار رجال الأعمال وما أكثرهم من مليارديرات في بلدنا الفقير.. ندعو الله أن يزيد ويتضاعف عددهم طالما جاءت أموالهم بالحلال وبفكر وحس وتميز استثماري نتمني أن يشيع وسط المصريين.. لكن هؤلاء مطالبون الآن وأكثر من أي وقت مضي أن يضحوا من أجل مصر.. سواء بإسهاماتهم في النشاط الاجتماعي الإنساني.. أو التوسع في مشروعاتهم لتوفير فرص عمل أكثر.. ناهيك عن دورهم الذي يجب أن يزداد اتساعا في مساعدة المحتاجين.. وما أكثرهم.. وليعلموا أنهم بنشاطهم هذا إنما يحمون استثماراتهم بقدر مساعدة أبناء جلدتهم. وإذا كنا نتحدث عن التضحية والفداء.. وإذا كنا نتحدث عن عيد وفرحة المصريين.. فلا أستطيع أن أتجاهل من انتقص من فرحتهم.. إنه منتخبنا القومي المحير.. فقد جاءت الهزيمة من أوغندا صدمة للمصريين ليلة عيدهم.. خاصة أن المنافس ليس بالمستوي أو المكانة التي نجد معها عذرًا للهزيمة.. لكن الجميع شاهد ولمس مدي تقصير لاعبينا.. سواء كان بسبب أدائهم الذي جاء باهتًا مخزيًا.. أو سوء وضحالة فكر جهازهم الفني. للمرة المليون لا أدَّعي أنني خبيرًا كرويًا.. لكني مشجعًا عاديًا يعشق بلده وبالتالي منتخبها الوطني مثل ملايين المصريين.. هؤلاء الملايين شعروا بغصة كبيرة وهم يشاهدون حلم التأهل من المونديال الذي طال انتظاره.. وخلناه قريبًا وشيكًا.. فإذا به يتسرب رويدًا رويدًا من بين أقدام لاعبينا.. شاهدوا نجوم الملايين والفرق العالمية بلا حول ولا قوة أمام لاعبي أوغندا مجهولي الهوية لنا جميعا.. شاهدوا كيف كانت تمريرات لاعبينا بلا هدف أو جدوي.. وتتقطع بها السبل عند "النقلة الثالثة".. كيف اختلط الحابل بالنابل في دفاعنا ليخترقه لاعب أوغندا وكأنه علي الكورنيش ليودع كرته بكل هدوء وسهولة شباك الحضري.. وبكل أسف اختفي النجوم محمد صلاح والنني ومارادونا والسعيد وفتحي وغيرهم.. وكل هذا وكأن منتخبنا بلا جهاز فني يدير المباراة وقادر علي تغيير دفتها.. أعتقد أن الملايين تتفق معي أن منتخبنا أصبح بلا نكهة ولا أنياب ولا كرة حقيقية مع مستر كوبر حتي وإن كان وصيف المونديال الأفريقي.. وهذه الملايين أيضا تستحضر العقود الماضية وحلم المونديال يقترب كثيرًا ثم يضيع في لحظات استهتار غريبة من لاعبينا.. وللحق لم أستطع الفرح بتعادل غانا مع كينيا.. لأنني كما قلت أستحضر الماضي القريب.. وأخشي بالتجربة أن تكون النتيجة في صالح أوغندا!! الي كل مسئول وإداري ولاعب في منتخبنا القومي.. أستحلفكم بالله ألا تضيعوا علي المصريين فرحة تنتشلهم من إحباطات كثيرة.. وبحق عيد "الأضحي" ان "تضحوا" من أجل إسعاد المصريين وتحقيق حلمهم.. وأن ترحمونا من كوبر.. إحنا مش ناقصين نحسة ونكده !!