ما كشفت عنه التحقيقات في أحداث برشلونة حتي الآن- يؤكد أننا أمام عمل إرهابي واسع النطاق استغرق الإعداد له وتجنيد أفراده وتدريبهم فترة طويلة، وكان يمكن أن تكون نتائجه كارثية بصورة أكبر. وإذا كان ذلك قد تم في إسبانيا التي لم تكن مصنفة ضمن الدول الأكثر عرضة لمخاطر الإرهاب، فلا شك أن خلايا مشابهة لخلية برشلونة تنتشر في كل أنحاء أوروبا، ولا شك أن التحدي كبير خاصة بعد ان أصبح واضحا أن هناك عملا منظما لتكوين هذه الخلايا منذ عامين أو ثلاثة، بما يستلزمه ذلك من دعم مالي ولوجيستي، ومن قدرة علي خداع أجهزة أمن ومخابرات متقدمة. ومن هنا كان التوجه »ربما للمرة الأولي»، إلي مواجهة الدول والجماعات الداعمة للإرهاب- وليس فقط للمنظمات الإرهابية. وبعد أحداث برشلونة بدأت المطالبات بمواجهة الدعم القطري لجماعات الإرهاب في إسبانيا سواء عن طريق جمعيات »خيرية»، تتستر برداء الدين لتدعم الإرهاب، أو عن طريق استثمارات تشتري الولاء وتستخدم المال لمد النفوذ في مؤسسات إعلامية واقتصادية.. وأمنية!! علي الجانب الآخر بدا واضحا أن المواجهة مع الرئيس التركي أردوغان تأخذ ابعادا جديدة طلب المفوض الأوروبي لشئون توسيع الاتحاد ودول الجوار أن تكون هناك وقفة مع تركيا، واستراتيجية جديدة للتعامل معها لتوقف تركيا أردوغان تدخلها في الشئون الداخلية الأوروبية. والمعلن هنا هو التصرفات الحمقاء لاردوغان الذي طالب الناخبين الألمان من أصول تركية أن يلقنوا المستشارة الألمانية درسا في الانتخابات البرلمانية القادمة بعدم التصويت لحزبها والاحزاب المتحالفة معه. هذا هو المعلن وهو خطير. لكن الأخطر هو ما تعرفه الاجهزة الاستخباراتية الأوروبية جيدا عن علاقة أردوغان بالجماعات الإرهابية »من الإخوان إلي الدواعش وتفرعاتها!!» ومحاولة استغلالها في تحقيق طموحات إقليمية بلغت أوجها قبل 30 يونيو التي اسقطت حكم الإخوان واسقطت معها وهم تجديد الخلافة العثمانية ليتحول أردوغان إلي محاربة مصر والعالم العربي، وإلي محاولة ابتزاز أوروبا وتهديدها بالأقليات التركية المهاجرة وبتنظيمات الإخوان المتحالفة معه، حتي يشتري السكوت علي جرائمه التي حولت تركيا إلي سجن كبير، ونشرت الدمار في سوريا، وارسلت عساكرها لتحمي تحالف تميم والإخوان المسيطر علي قطر!! كنا علي حق منذ 30 يونيو، ونحن نؤكد أن الإرهاب ملة واحدة، وأن الحرب ضده لابد أن تكون شاملة. وكنا علي حق حين نبهنا إلي خطر الدول الداعمة للإرهاب »وكانت قطروتركيا في المقدمة دائما»، وحين نبهنا إلي أن من يظنون أنهم قادرون علي امساك كل الخيوط في هذه اللعبة الخطرة واهمون.. فهوس الإرهاب لا يقف عند حد، وجحيم التعصب والكراهية سيحرق من أشعلوه، ومن يدعم الإرهاب لن يتوقف إلا مرغما لانه يدرك أن جرائمه لا تسقط بالتقادم، ويعرف أنه اذا فقد دوره جاءته لحظة الحساب!! الآن ينتشر خطر الإرهاب. لكن الهزيمة مؤكدة وساعة الحساب تقترب ومعها يزداد هوس جماعات الإرهاب وكل من يدعمها!!!