يتجاوز الأمرالدهشة، إلي ضرورة المسألة حول ما سمي (بأسلمة المترو) أو (تدين وسائل المواصلات)!!.. فتاوي متحركة في كل مكان.. توصيل خدمة تقديم الفتوي إلي البيوت والي الأماكن العامة ووسائل المواصلات.. فتاوي »دليفري» بحسب الطلب، من خلال لجان متحركة تمر بعربات المترو، من أجل إجابة المواطنين عن استفساراتهم المستعجلة، وحرصهم الشديد علي تلقي الفتوي.. فقد تم عقد بروتوكول تعاون بين مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر وبين شركة المترو، يتم من خلاله نشر الوعاظ والواعظات في المحطات (20 محطة مترو) ولقاء المواطنين في المحطات وقبل ركوب المترو، لتقديم وسائل التوعية ونشر القيم الأخلاقية وقيم التسامح وقبول الآخر!!.. كما يتم بث البرامج الدعوية في الإذاعة الداخلية للمترو، ليستمع الركاب إلي تلك البرامج التي يلقيها وعاظ الأزهر، أثناء تواجدهم في عربات المترو!!.. إضافة إلي تواجد لجان للفتاوي في المحطات، وتم تحديد (محطة الشهداء) لمترو الأنفاق كمركز للجان الفتوي!!... منتهي الاستخفاف طبعا، فما هي الأمور المستعجلة، لا يحتمل فيها المواطن صبرا علي الفتوي، وبحاجة إلي تحصيل إجابتها فورا في الطريق العام وفي وسائل المواصلات؟! ما معني هذه اللجان وهؤلاء الوعاظ المنتشرون في عربات المترو، للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!.. وماذا لو رأي هؤلاء الوعاظ منكرا، هل يغيرونه بيدهم أو بلسانهم أو بأضعف الإيمان؟!.. وهل بالمقابل يمكن للقساوسة الانتشار في عربات المترو، لنصح المسيحيين والإجابة عن استفساراتهم، ودعوتهم للتسامح وقبول الآخر؟!.. وسائل المواصلات يا سادة، ليست مؤسسات دينية ولا منشأة اجتماعية تلقي خلالها المواعظ والنصائح والفتاوي والحديث إلي الناس في شئون دينهم..