على كرسى الإذاعة الرئيسية فى محطات مترو الخط الثانى «شبرا - المنيب»، وفى تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا، يجلس علماء مجمع البحوث الإسلامية، لبث رسائلهم الدينية لتصحيح الأفكار المغلوطة التى يحملها بعض الشباب من مستخدمى المترو. وخلال بث الرسائل، توجهنا بصحبة الدكتور على عبدالعظيم أحد أئمة مجمع البحوث والذى كان يبث رسالته إلى مستخدمى المترو من الخط الثاني، والتى كانت بعنوان «رمضان والتيسير»، وخلال خمس عشرة دقيقة واصل الدكتور «علي» حديثه عن فضل رمضان والتيسير على بعضنا البعض. وبعد انتهاء الكلمة، تحدثنا مع الدكتور «على عبدالعظيم»، والذى أبدى سعادته البالغة بالفكرة، وبمشاركته فيها، كما تمنى أن تستمر لبعد شهر رمضان وأن تصبح جلسة يومية يتم تصديرها لراكبى المترو ويتم تطوير الفكرة لتصبح بجميع القطاعات والمواصلات بالدولة، مؤكدا أن تنظيم «داعش» الإرهابى اخترق عقول الشباب لقوة جهازه الإعلامى وتقربه من عقولهم. وتابع عبدالعظيم ل«البوابة»: إن المقصود من دروس وعاظ الأزهر، فى مترو الأنفاق، هو التصدى لتلك الموجة الإرهابية التى تستهدف مصر وشعبها، موضحا أن أبناء مصر وحدة واحدة وننشد للأجيال القادمة الرخاء والسعادة. وتابع: «ولن نتعاون مع إرهابى ولن نضع أيدينا فى يد قاتل، فلا فرق بين مسلم ومسيحى فكلنا أبناء هذا الوطن وجنود فى خدمته، فالإسلام لم يأمر بالقتل، فهو دين الرحمة وقبول الآخر والشمولية والتعايش السلمى، فنحن نؤمن بأن المسيحى أخ لنا فى الوطن وندافع جميعنا عن وطننا». من جانبه، قال الدكتور محيى الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية،: إن البروتوكول الموقع مع شركة المترو، سيتم من خلاله انتشار الوعاظ فى المحطات، وبث وسائل توعوية مميزة عبر الإذاعات الداخلية، وعمل لجان فتوى داخل المحطات، مضيفا أن الهدف الأساسى لإطلاق هذا الاتفاق هو الوصول للناس فى أماكنهم المختلفة لتقديم رسائل توعوية مناسبة من خلال الإذاعات الداخلية للمترو. وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، فى تصريحاته ل«البوابة»، أنه سيتم التركيز على فئتى الشباب والمرأة، مشيرا إلى أن الأزهر فى العصر الحالى أصبح يذهب إلى الناس فى أماكن تواجدهم، انطلاقا من دوره فى نشر الإسلام الوسطى والتواصل مع الجميع، لافتًا إلى أن الأزهر يعمل دائما على ترسيخ مبدأ المواطنة، والتواصل مع الناس، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم. بينما رد الأمين العام لمجمع البحوث على سؤالنا حول إمكانية استمرار هذا العمل الوعظى بعد انتهاء شهر رمضان، بقوله: «عمل الوعاظ سيستمر بمحطات مترو الأنفاق بعد شهر رمضان المبارك، وطوال أيام العام للإجابة على استفسارات الركاب». وأضاف: «أننا فى الأزهر الشريف نحرص دائما لأن يكون عمل الوعاظ عملا ميدانيا يقوم على التلاحم مع الناس والاستماع إلى أسئلتهم واستفساراتهم والإجابة عنها، وهو ما تترجمه مثل هذه الاتفاقيات والبروتوكولات التى يعقدها المجمع مع مؤسسات الدولة المختلفة». وخلال بث الرسالة تواجدنا أيضًا بين عدد من راكبى المترو بالخط الثانى وبالتحديد فى محطة البحوث، لرصد ردود فعل المواطنين حول الرسائل التى يبثها المترو على راكبيه، وفى البداية تحدثنا مع عم حجازى «50 عاما»، والذى أبدى سعادته بها بعد تحول الأزهر إلى خلية نحل تعمل فى الشارع، واختلاط الشيوخ بالشباب يوقف بكل تأكيد نزيف الدماء التى نراها بأم أعيننا.
