رغم الانطلاقة الكبيرة التي تشهدها مصر حاليا علي طريق التنمية الاقتصادية الشاملة المتمثلة في السعي الجاد والقوي لتحديث البنية الأساسية، وإقامة المشروعات العملاقة علي جميع الأصعدة الصناعية والزراعية والعمرانية، وكذلك العمل المتسارع والمكثف لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير الحياة الكريمة للأسر والفئات الأكثر احتياجا،...، إلا أننا لابد أن ننتبه إلي حاجتنا الكبيرة والشديدة، إلي مزيد من الجهد والعمل الشاق والمتواصل للخروج من الأزمة الطاحنة التي نحن فيها الآن، والنهوض والانطلاق علي طريق التنمية والتقدم. هذه قضية بالغة الأهمية ومسألة مصيرية لابد أن تكون واضحة في أذهاننا جميعا بأكبر قدر من الوضوح، في ظل الظروف الخاصة جدا التي تمر بها الآن، والتي تتصف بالدقة والحساسية الشديدة. وعلينا أن ندرك بوضوح شديد وبكل الوعي ان التحديات الشديدة التي تواجهها مصر الآن شعبا ودولة، علي جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأيضا الأمنية، هي وحدة متصلة ومتكاملة تدور كلها في فلك واحد، وتستهدف تعويق مسيرتنا الوطنية وإعاقة سعينا الجاد والمشروع لبناء الدولة الديمقراطية القوية والحديثة، القائمة علي العدالة الاجتماعية وسيادة القانون. وفي ذلك الإطار لابد أن تكون علي قدر كبير من الإيمان بقدرة شعبنا الأصيل علي مواجهة كل التحديات، والصمود بكل القوة في هذه المواجهة، واصراره الشديد علي الانتصار ودحر جميع المؤامرات والمخططات، التي تحيكها ضده قوي الشر وجماعة الإرهاب والضلال. وعلينا أن نؤمن بأن السبيل الوحيد لتحقيق ما نسعي إليه، هو وحدة الشعب ووقوفه صفا واحدا في المواجهة مع قواته المسلحة وشرطته الباسلة، وبذل غاية الجهد والعمل والمزيد من العمل الجاد والصادق لتحقيق آمال الشعب في طموحاته في المستقبل الأفضل بإذن الله.