قبل أن تجف دماء الشهداء في حادث أتوبيس أقباط المنيا كان نسور القوات الجوية يقتصون لهم بدك حصون عرين داعش في منطقة درنة بليبيا.. طلعات جوية مركزة انطلقت لتمطر 6 معسكرات لتدريب الإرهابيين في ليبيا بجحيم نيرانها ليسقط المئات ما بين قتيل وجريح.. كما نجحت الغارات المصرية في تدمير المقر الرئيس لما يسمي تنظيم مجلس شورى مجاهدي درنة وركزت على تجمعات الإرهابيين في مناطق وادي الناقة والظهر الأحمر بالإضافة إلى تدمير العديد من مخازن الأسلحة والمتفجرات. إن هذه الضربة أثلجت صدور كل المصريين مسلمين ومسيحيين ممن هالهم بشاعة الحادث الغادر الجبان الذي اغتال أطفالاً في عمر الزهور وسيدات ورجال أبرياء دون أي ذنب اقترفوه. لقد كان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوجيه ضربات جوية ضد داعش في عقر دارهم بليبيا صائبا »بنسبة مائة في المائة« لأن القرار يعكس قدرة قواتنا المسلحة الباسلة على تنفيذ جميع المهام والحفاظ على السيادة المصرية وعزة وكرامة شعبها، والضربة تعد بمثابة رسالة إلى القاصي والداني بأن مصر تمتلك يدا طولى يمكن أن تصل إلى من يمس بأمن مصر واستقرارها في أي مكان.. ورسالة تؤكد قدرة الدولة على ردع التنظيمات الإرهابية والقوى الداعمة لها. الغضب المصري وتسابق المسلمين على التبرع بدمائهم لإخوانهم المصابين من الأقباط يؤكد أن مصر نسيج واحد ولن يستطيع الإرهاب الغاشم أن يزعزع وحدتهم الوطنية، بل سيزيدهم إرادة على مواجهة المتطرفين الذين لا يهدفون سوى إسقاط مصر، لأن الشعب يعى تماماً أهمية وحدته لمواجهة كل من يتربص بمصر وهدفه الأول والأخير هو بث الفتنة بين أطياف الشعب. الإخوة المسيحيون ردوا على المواقف الرائعة للمسلمين بمواقف رائعة عندما تسابق المسيحيون لتهنئة إخوانهم المسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك وكتبوا بكل حب: «رغم الأحزان ونزيف الدماء نهنيء إخواننا المسلمين بشهر رمضان المبارك» لإدراكنا أن الإرهابيين ارتكبوا جريمتهم الشنعاء للوقيعة بيننا لكنهم لن يفلحوا. قرار الرئيس بتوجيه الضربة إلى داعش ليبيا أكد أن أجهزة المعلومات في مصر لديها معلومات أن تنظيم داعش هو من خطط ودبر ونفذ هذه الجريمة البشعة، وهو ما تأكد بعد أن أعلن تنظيم داعش صباح أمس مسئوليته عن الهجوم الذي استهدف حافلة أقباط المنيا قائلاً: إن مفرزة أمنية تابعة له قامت بنصب كمين محكم لعشرات الأقباط غربي مدينة المنيا عاصمة المحافظة كما أحرقوا إحدى سيارات الأقباط أيضاً. وبعد أن أدركنا حجم المخاطر التي تتعرض لها مصر والتي ينفق عليها مليارات الدولارات من أجل إسقاط مصر لأنها رمانة الميزان في المنطقة، ولو سقطت فقل على منطقة الشرق الأوسط بأثرها السلام.. المخاطر تحيط بنا من كل جانب في الغرب ليبيا التي تعيث فيها 5 تنظيمات إرهابية أعلنت مبايعتها لداعش هي تنظيم مجلس شورى مجاهدى درنة، والعائدون من سوريا، والعائدون من العراق والقادمون من جماعة بوكو حرام في نيجيريا والعائدين من أفغانستان وجميعهم يعملون ضد ليبيا ومصر.. لذلك يجب علينا أن نساند وندعم الرئيس السيسي بكل ما نملك وأن نساند الجيش والشرطة في حربهم الضروس ضد الإرهاب والإرهابيين. لقد كانت الضربة الجوية خطوة مهمة للحفاظ على هيبة مصر وأنها قادرة علي حماية أمنها القومي ورسالة للإرهابيين مفادها أن مصر لن تتردد في توجيه ضربات حاسمة ضد أي قوي تهدد أمن مصر. ولأن مصر تخوض حرباً بالوكالة عن جميع دول العالم في مكافحة الإرهاب، فقد آن الأوان أن يستفيق الضمير الدولي وأن يضطلع النظام العالمي بمسئوليته بمعاقبة الدول الراعية للإرهاب الذى لم يعد قضية متعلقة بالشرق الأوسط وحسب، بل بات يضرب العالم شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، فى وضع غير مسبوق فى التاريخ. يجب على المجتمع الدولى عدم التخاذل فى مواجهة الإرهاب، والقوى الإقليمية الراعية له مثل قطر وتركيا..اللهم أحفظ مصر وأهلها من كل سوء وجنبها شرور الإرهاب «أمينا.