أحسب أن أفضل ما يمكن أن يقدمه كل منا لوطنه في عيد العمال هو إعلاء قيمة العمل، وترسيخها في وجداننا جميعاً، بحيث تصبح علي قمة هرم القيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية لدي جميع المواطنين وخاصة الشباب بالذات. ومن المهم أن يدرك الجميع علي أرض مصر الآن، أن الضرورة تقتضي أن يبذل كل منا في موقعه أقصي الجهد للارتقاء بمستوي عمله، ورفع جودة إنتاجه حتي يصبح المنتج المصري منافسا قويا ومطلوبا في السوق المحلية والأسواق العالمية، لا يقل جودة وتميزا عن المنتج في أي دولة من الدول المتقدمة. وإذا كنا نريد وفرة السلع ورخص الأسعار وتحقيق انفراجة اقتصادية واضحة وملموسة ومؤثرة، فلابد أن نعي وندرك أن هناك طريقاً واحداً يؤدي لذلك ويحققه وهو العمل وزيادة الإنتاج بكل عزم وبكل إخلاص. وإذا كنا نريد أن يكون لنا مكان مؤثر علي خريطة العالم الذي نعيش فيه الآن، علي المستويين الإقليمي والدولي، فلابد أن نؤمن بكل اليقين بأنه ليس أمامنا غير طريق العمل والإنتاج، والمزيد من العمل والإنتاج حتي يكون لدينا ما يؤهلنا للحصول علي المكان والمكانة التي تليق بنا وسط عالم المنتجين الأكفاء والمتميزين. وفي ذلك لابد أن ندرك جميعا أن الفارق بين الدول علي مستوي العالم، سواء الدول المتقدمة التي تتربع علي القمة، أو الدول النامية التي تحاول أن تتقدم، أو الأخري التي تحتل قاع المحيط الدولي غارقة في الفقر والعوز والحاجة، هو الفارق بين الدول التي سلكت طريق العلم والعمل والإصرار علي التقدم، والدول التي سقطت في غياهب النوم في أحضان التخلف والجهل واستسلمت للكسل والإهمال، وأهدرت قيمة العمل وغاصت في وحل الفقر والحاجة. يا سادة ليس أمامنا غير خيار واحد للتقدم هو خيار العمل والجهد والإنتاج،..، ولابد أن نأخذ بهذا الخيار إذا ما أردنا تغيير واقعنا إلي الأفضل. »وللحديث بقية»