علي عكس كثيرين لم تصبني أية دهشة من اقتراح أحد النواب فرض ضريبة علي الفيسبوك.. ولم أتوقف كثيرا علي حرص النائب بعد عاصفة الغضب الساخرة التي أصابته من الفيسبوكيين علي محاولة تجميل اقتراحه بزعم أن هدفه محاربة الإرهاب وكشف الإرهابيين.. ولاأعرف ماهي العلاقة بين فرض ضريبة علي الفيسبوك وكشف الإرهابيين!! وهل زيادة عدد ساعات الاستخدام دليل إدانة علي تورط المستخدم في نشاط إرهابي!! أم أن تقليص عدد الساعات بعد فرض الضريبة سيحد من استخدام الإرهابيين لمواقع التواصل الاجتماعي ويضع العراقيل لمنع تواصلهم وإفشال خططهم الإجرامية الخبيثة!! افتراض عبثي تماما!! رغم عبثية اقتراح النائب ورغم خروج أصوات برلمانية معترضة بقوة علي هذا الاقتراح وتأكيد لجنة الاتصالات بالبرلمان علي عدم نيتها تبني اقتراح بفرض ضريبة علي الفيسبوك إلا أن التجربة أثبتت لنا أن دخان هذه الاقتراحات اللوذعية له أصل من نار كامنة من الغفلة أن نتجاهلها ونهملها ونمر عليها مرور الكرام.. ليس فقط لأن النائب أكد تضامن أغلب النواب معه، وربما دفعه هذا التشجيع لتطوير اقتراحه ليتضمن ربط الدخول علي الفيسبوك بالرقم القومي.. لكن لأنها ليست المرة الأولي التي نسمع فيها عن ضريبة الفيسبوك.. ويبدو أن هناك موسما للترويج لها. ففي نفس هذا التوقيت تقريبا من العام الماضي تفتقت قريحة البعض باقتراح هذه الضريبة العبثية وخرج علينا أيضا من داخل البرلمان من يطمئننا مصححا ما اعتبره لبسا مؤكدا أن النية تتجه لدراسة فرض الضريبة علي الخدمات الإلكترونية وليس علي كل رواد مواقع التواصل الاجتماعي!! ولأن العيار اللي مابيصبش يدوش ولأن بالونات الاختبار هي عادة مصرية يتقنها ساستنا. يصبح من الحصافة ألا نستبعد أن يخرج علينا المقترح إياه بين عشية وضحاها في شكل قانون يتعين علينا احترامه ومسلط علي رقابنا بنوده وقيوده التي تقضي علي ماتبقي لنا من متنفس.