بين قريناتها رومانسية حالمة، منظارها للحياة هو الطيبة وحسن النية والظن، حلمت بزوج يحمل من الصفات الطيبة والإنسانية والحساسية وأن يحبها مخلصا، وحين التقت به رأت فيه كل هذا، فتصرفاته بسيطة، وإن مرت سنوات الخطبة دون أن يسمعها أيًا من كلمات الحب التي تسمع عنها ممن في نفس وضعها، وعند سؤالها أجاب: الحب عندي تصرفات، فمالت بقلبها المتلهف والعطشان للحنان لتصديق كلامه ووصفه المتكرر لنفسه بأنه الرجل الذي لا يكذب ولا يلهث خلف امرأة أيًا كانت أو يحوم حولها، هو فقط ساعٍ لرحلة صعود علي مستوي مهنته وأنها أكثر من تناسبه وأسعدها القول وأغمضت عينيها وأذنيها ولم تعد تسمع أو تري سواه، تفرغت لحياتها، كان وجوده بها كنزيل بفندق يأتي للأكل والنوم وتغيير الملابس، لم يجلس معها وأولادها أبدا جلسة عائلية يستمتعان فيها بالدفء، أقصي جلوسه نصف ساعة مابين اليقظة والنوم، ومع بدايات جني ثمرة رحلة الصعود أعطاه الله خيرا وفيرا، فزاد حرصه واتهمها بحسده وأخذ ينكر ويدعي أنه ليس لديه إلا ما يكفيهم بالكاد، ثم اكتشفت وليتها ما اكتشفت علاقاته ليست واحدة إنما كل الممكن والمستطاع، فهو يجيد الصيد ويتخفي تحت شعارات حتي يصل للفريسة، وهو يدعي البطولة والشرف والصدق وكلها صفات هي منه براء، عاش معها مخادعا ماكرا مليئا بالنفاق والكذب والادعاء.. وطلبت إعطاء رد لها فقلت أمثال زوجك من الذين يتمتعون ببرودة القلب والمشاعر ويجيدون التخفي كجبل الجليد هم من يأخذون ولا يعطون يتحلون بالكذب والبخل والبرود والمكر والنكران والذاتيه والتحذلق والأنانية، لا يملكون شيئا ليقدموه فهم لا يعرفون العطاء وعليك أن تتحملي الوحدة والإهمال والبعد والجفاء أو أن تهربي لتنجي بنفسك وتنقذي ما بقي لك من روح.