شيء ما ينذر بالخطر..أن يصيبنا الاعتياد..نصمت علي كل الأشياء السيئة حولنا، نعتاد مشاهدة القبح، ثم نعتاد قبوله، يصبح جزءا من تفاصيل يومنا العادي..نألف الأشياء المؤلمة والصور الكاذبة..نعتاد الأذي، نتعايش معه دون أن يزعجنا.. لم تعد تخيفنا أحداث العنف والجرائم حولنا..لم يعد يفزعنا لون الدم ولا مشاهد القتل والذبح والتفجيرات..نألف الصوت العالي واللغة الهابطة والمشاجرة..أفلام الرعب والعنف والقتال لم تعد تسليتنا العادية..الحروب الحقيقية علي أرض الواقع، هي الأكثرمتعة وتسلية ومتابعة، ونحن نتناول وجبة العشاء أمام الشاشات، ثم نذهب هادئين إلي النوم...أخطر شيء أن يتسلل الاعتياد إلي سلوكنا اليومي، إلي ملامحنا..أن يتسلل إلي أرواحنا، فنكتشف أن شيئا من عذوبتنا قد تلاشي، وأن شيئا من إنسانيتنا قد تبدد..ربما تحولنا إلي شيء آخر أقل حساسية وأكثر لا مبالاة، حين تعودنا علي كل ما يجري حولنا...تماما كما حدث في مسرحية أزوالد دراغون(الرجل الذي صار كلبا) ...فالعامل العاطل عن العمل، حين يشفق عليه أحد السادة،ويعطيه عملا هو الحراسة، بدلا من كلب الحراسة الذي مات.. يعيش العامل وينام في كوخ الكلب، ويضطر للنزول علي أربع حتي يتمكن من دخول الكوخ، ولكي يتقن عمله ويرضي صاحب العمل، ويحافظ علي مورد رزقه، اعتاد أن ينبح طوال اليوم، واعتاد السيرعلي أربع حتي خارج الكوخ، لينتهي الأمر إلي الاعتراف بأنه قد أصبح كلبا..!!