هكذا هو دائما »حازم صاغية».. كتابة التناقضات والهوي المضاد لمصر ولعبد الناصر ولكل فكر قومي..حتي »أم كلثوم» خصها بهجائية محمومة في كتابه (الهوي دون أهله)1991 باعتبارها نموذجا ساطعا للمشروع القومي(عبد الناصر الغناء العربي)!..حازم صاغية الذي بدأ تاريخه قوميا ناصريا، وقوميا سوريا، وربما ماركسيا..هو نفسه الحريص في كل مناسبة، ومن دون مناسبة علي إعلان الحرب علي عبد الناصربصورة هيستيرية حانقة.. قبل يومين في مقاله بجريدة الحياة،عن تجربة جريدة »السفير» اللبنانية النشأة والإغلاق (1974-2016)..تجربة الجريدة طوال أكثر من 40 عاما،كان حازم صاغية نفسه أحد العاملين فيها، وسمح له(وعمره 26عاما)بكتابة افتتاحية الجريدة في الصفحة الأولي، وبتوقيعه أكثر من مرة..لعل أكثرها إثارة، مقاله عقب زيارة السادات إلي القدس بعنوان (اقتلوه)!...يكتب حازم صاغية عن التوقف النهائي لجريدة السفير، دون أن ينسي إدانة الهوي المصري لصاحب السفير(طلال سلمان) الذي عصف به وبجريدته (ذاك أنه كان يستدعي البدائل والمثالات من بلد تعطلت فيه الصحافة طويلا، وكممت الأفواه، وهذا ماربط أقدامنا بأطنان من الحجارة..إذ كيف نركض ونحن لا تستهوينا إلا الأنظمة والتجارب المشهورة بلجم الصحافة وتقيدها)!..وفي جمله مقحمة علي سياق مشوار»السفير» ذكر صاغية أن الجريدة كانت حريصة علي وصف محمد حسنين هيكل »بالأستاذ» برغم أن هيكل(لم يستحق موقعه الا بفضل علاقته الوثيقة والشهيرة بحاكم ديكتاتور)! وحين يشيرالي حرص »السفير» طوال تاريخها،علي كتابة عبارة لعبد الناصر يوميا في الصفحة الأخيرة، يفتح صاغية قوسا ليكتب(عبارة لا يقرأها أحد)!!