شرق العوينات هي منطقة تقع في الجزء الجنوبي الغربي لجمهورية مصر العربية تبعد عن القاهرة 1450 كيلو مترا وبينها وبين توشكي 300 كيلو متر. وفي الاسبوع الماضي قمت برحلة استكشافية استطلاعية إلي شرق العوينات حيث يعد هذا المشروع من اكبر المشروعات العملاقة الزراعية الواعدة علي مستوي مصر كلها. وبدأت من مدينة 6 أكتوبر الطريق فردي وضيق جدا لا يستوعب حركة النقل امام المشروعات الكبيرة القائمة والمستقبلية ولا توجد عليه أي خدمات الا منطقة واحدة وهي منطقة الرست هاوس. وانبهرت اولا بمناجم الجديد ومدينة العاملين وهي المدينة التي انشئت للعاملين بالمناجم في ستينيات القرن الماضي وأنشأ لها خط سكك حديد لنقل خامات الحديد إلي مصانع الحديد والصلب بحلوان قلعة صناعة الحديد بمصر، والواحات البحرية تتميز بكثرة اشجار النخيل والزيتون التي تعانق السماء وبخضرته المبهجة وعيونها المائية الكبريتية الساخنة المتدفقة ذاتيا ومصانع تعبئة البلح وتجهيزه الكثيرة المنتشرة داخل المدينة التي تقوم بتشغيل الاف العمال ورحلات السفاري المبهرة وبفنادقها التي تتمشي مع الطبيعة من الخامات البيئية المحلية. وأن الواحات البحرية بها اجمل رحلات السفاري. حيث إنها رحلات للاستجمام واستعادة نقاء التفكير والهدوء بعيدا عن رحلات الشواطئ وتزيد من الهدوء واستراحات الاعصاب بالتأمل في القمر والنجوم في سماء الصحراء الساحرة حيث البحيرة المالحة وبلدة القصر القديمة وينابيع المياه الحارة ثم الاستمتاع بمشاهدة الغروب وسط الكثبان الرملية والاستكشاف. وزاد من سهولة الوصول اليها الطريق الجديد من المنيا إلي البويطي من ضمن مشروعات الطرق القومية الجديدة وكذلك المشروعات الزراعية العملاقة بشرق البويطي ومنطقة سهل الحيس. ثم التوجه إلي الفرافرة عبر الطريق الحديث الذي أوشك علي الانتهاء من ازدواجه وانشائه علي احدث المواصفات وتلافي المنحدرات الخطره في الطريق القديم والطريق طوله 200 كجم لا يوجد عليه محطه بنزين أو استراحة واحدة. ولكن المبهر هو المرور بالصحراء البيضاء التي تقع علي بعد 45 كجم من شمال الفرافرة وهي الاماكن التي حبا الله بها مصر. ثم وصلنا إلي الفرافرة تتميز واحة الفرافرة بتنوع اشكال الصخور وجوها المشمس الدافئ وجبال الكريستال بمنطقة الفرافرة وهي محاطة ببساتين النخيل والزيتون المبهرة الخضره. وعيونها وينابيعها التي تتدفق منها المياه المعدنية والكبريتية بعضها ساخنة وتزيد حرارته عن 70 درجة مئوية وبعضها يقترب من درجة الغليان وغالبية العيون تصلح للاستشفاء من الامراض المختلفة خاصة الروماتيزم والروماتويد والربو. وبجانب السياحة و الاثار، فإن ارض الفرافرة تقام بها مشروعات زراعية عملاقة وخاصة المشروع التابع لجهاز الخدمة الوطنية لأستزراع عشرة آلاف فدان من اشجار التين والفاكهة ثم القمح والبنجر واللب والسيلاج والفول السوداني بانتاجية أعلي من الاراضي القديمة وهذا المجال الزراعي يعطينا بادرات امل في محاولة الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتقليل الفجوة الاستيرادية. حيث ان هذا المجال يمثل أمنا قوميا كبيرا وكذلك المشروعات الزراعية الاستثمارية الخاصة بالمستثمرين السعوديين والكويتيين للانتاج الزراعي المبهرة وخاصة في سهل بركة وسهل قراويين وبعضها ناجح نجاحا مطلقا ومبهرا ومذهلا جدا وخاصة مزارع الزيتون المبهرة بسهل قراويين. وان الفرافرة سوف تكون سلة من سلال الغذاء لمصر وزاد من قيمتها مخزون المياه الجوفي الكبير المتجدد وكذلك الطريق الجديد من الفرافرة اسيوط ضمن مشروعات الطرق القومية التي سوف تغطي انحاء مصر ان شاء الله وكلها شبكات طرق عرضيه تفتح افاق التنمية العمرانية والزراعية والصناعية في ربوع ومناطق جديدة تبشر بالخير ان شاء الله. ولنا في الحديث بقية بإذن الله.