كنا كأسرة تحرير لمجلة "الأهلي" أول صحيفة رياضية من نوعها في مصر والشرق الأوسط بقيادة شيخ شيوخ الصحفيين الرياضيين الراحل الكابتن عبد المجيد نعمان- كعادتنا- وعلي مدي شهرين سابقين علي الجمعية العمومية للنادي الأهلي لانتخاب رئيس ومجلس ادارة للنادي الأهلي نسير علي الحبال لتحقيق الحيادية المتطرفة بين المرشحين .. كان الكابتن عبد المجيد نعمان يتابع العمل- من خلال كمدير تحرير لمجلة "الأهلي"- من موقعه في المستشفي حيث كان يعالج من وعكة صحية شديدة جدا استمرت لعدة شهور.. وفي يوم اعداد الصفحة الأولي قبل يومين من الانتخابات وبعد شهرين من الحيادية المتطرفة بين جميع المرشحين علي مختلف المناصب في الوقت الذي كان فيه المعارضون لصالح سليم وجبهته يقومون بحملة تشويه عنيفة يستخدمون فيها أسلحة من مختلف الأنواع بما في ذلك الأكاذيب لضرب شعبية صالح سليم في مجلة أسبوعية تحمل اسم "الأهلوية". حضر الكابتن عبد المجيد نعمان وكتب مانشيت العدد (الأهلي صالح مع آل "صالح" آل "سليم").. وأجريت الانتخابات وفازت جبهة صالح سليم باكتساح كالعادة.. ولكني كنت مندهشا من قيام الكابتن نعمان في اللحظة الأخيرة بالتخلي للمرة الأولي والأخيرة الحيادية وقت الانتخابات.. لكنني اكتشفت أن الكابتن نعمان كان قد علم من مصادره عن قيام معارضي صالح بمضاعفة الأعداد المطبوعة من المجلة المعارضة ووضع مانشيت شديد الصفاقة ضد صالح سليم.. وأنه لم يكن هناك بد من مواجهة هذه السخافة. كانت هذه المقدمة ضرروية لتأكيد المصدر الحقيقي لوصف الأسطورة الأهلوية ب"الصالح " آل "سليم" الذي ابتكرها الكابتن عبد المجيد نعمان وذلك في ذكري مرور 12 عاماً علي وفاة المايسترو صالح الذي رحل عن عالمنا يوم 6 مايو 2004.. والحقيقة أن حواراً طويلاً دار بيني وبين الفنان هشام سليم كان السبب في ضرورة عدم التوقف عن الكتابة الصحفية والأحاديث الإعلامية عن الكابتن صالح حتي تظل الأجيال الجديدة علي وعي بالأسباب التي جعلت اسم صالح سليم باقيا حتي اليوم وسيبقي بمشيئة الله كنموذج للقيادة الرياضية النموذجية أو قيادة القدوة والمثال للمؤسسات الرياضية وغيرها من المؤسسات .فقد التقي هشام بمجموعة من الشباب الصغير الذي تعرفوا عليه كفنان وفوجئ بهم بعدما تعرفوا عليه يسألون عما إذا كان أهلويا أم زملكاويا فأبلغهم بأنه ابن الكابتن صالح سليم رئيس النادي الأهلي الراحل .. أنه فوجئ بهم يتلعثمون ولا يعرفون الكثير عن صالح سليم رغم أنهم أهلوية جداً. فصالح سليم ترك دستورا غير مكتوب لإدارة المؤسسات الرياضية بصفة عامة ولإدارة ناد شعبي بحجم النادي الأهلي.. وتمثل الدستور غير المكتوب في العشرات من المواقف العملية التي قام بها صالح سليم سواء كانت مواقف علنية أو مواقف غير علنية تناقلها الذين حضروها أو عاصروها وكلها تتجمع تحت لافتة احترام جماعية الرأي لمجلس إدارة النادي والذي اختارته الجمعية العمومية للنادي، ورفض الاستثناءات واعلاء القانون واللوائح المنظمة للعمل.. والقيادة بكرامة واحترام للجميع بلا استثناء.. فهو الذي قال للاعبين عشرات المرات "الحكام فوق رؤوسنا جميعاً" وهو الذي قال: "أن أحترم تماما كل من تنتخبهم الجمعيات العمومية لادارة الاتحادات الرياضية ولا يمكن لنا إلا أن نقبل ما يرونه في صالح إدارة اتحاداتهم ".. وهو الذي رفض ذات مرة الرد علي صحفي سأله عن رأيه في تشكيل حكومة جديدة .. قائلا له : "أتعرف أنني مجرد رئيس ناد ليس سياسياً حتي يقول رأيه في تشكيل حكومة ".. وهو الذي قال: إن الجماهير لا تحكم لكنها تساند وتشجع في وقت الأزمات ولا تحتفل فقط بالانتصارات" .. ولعل لدي كواحد من الذين يتشرفون بأنهم عايشوا الكابتن صالح سليم وعرفوه عن قرب الكثير من المواقف التي عاصرتها في حياة المايسترو وكلها مليئة بالمواقف المحترمة لكنها تحتاج لمساحات أخري أكبر بكثير من هذه المساحة المتاحة بكثير .. رحم الله المايسترو صالح سليم.