في البدء كان الصمت.. و"الطبيعة تكره الفراغ" مع أنها بديهة احتجنا سنوات طويلة حتي ندركها ونثبتها علميا فمثلا كوب الماء الفارغ أمامنا تملأه الطبيعة سريعا بالهواء.. ومن ثم أدركنا أن الصمت بين البشر يشبه الكوب الفارغ مليء بالعديد من الاحتمالات وان بدا لنا غير ذلك.. وقال عالم النفس الأشهر فرويد" إن السلوك العاطل عن المعني له معني".. فاخترع الإنسان الكلام ليملأ صمته ويتواصل مع الآخر مع انه ليس لديه جهاز للكلام مثل الجهاز الهضمي أو التنفسي. لكن ابن الطبيعة يكره الصمت فملأه بالكلام ثم تفنن فيه بعدما اكتشف عبقرية التواصل مع أخيه الإنسان فاهتدي للاحتفاظ بالكلام فكتبه علي الجدران ثم علي الورق وأخيرا احتفظ به الكترونيا..! ولأن الإنسان لم يعد يستطيع الصمت حتي وان كان بمفرده فاحتفظ بالكلام منغما ومصحوبا بالموسيقي بكل لون وكل صوت..وقيل الإنسان "يكره الفراغ والمهمة الأساسية للحديث هي ملء أوقات الفراغ.. كما ان المحادثات التي ليس لها معني لاتقل اهمية عن المحادثة ذات المعني" لانها تملأ الفراغ ..! وشيدت قواعد للكلام والحديث حتي يستمر وينمو ويتواصل فأصبح مثل مباراة التنس يجب عليك ان تلقي الكرة وسوف يلقيها شريكك في الملعب اقصد في الحديث.. لذا فإن ردك يجب ان يتعلق بالملاحظة الأخيرة التي ذكرها الشخص الآخر حتي يستمر اللعب.. ويساعدك علي الانتقال للملاحظة التالية. ولا تبتئس كثيرا اذا لاحظت ان حديثك ليس ممتعا في رأيك الشخصي فالأهم ان الصمت فراغ والطبيعة تكره الفراغ والاحاديث تملأ الفراغ وتبهج الحياة فإذا كان السكوت من ذهب فالكلام من الالماس..!