شتان مابين كرسي الدخان وكرسي الحكم.. ربما ما يجمع بينهما "اللطشة" التي تصيب المتعامل معهما، ومع ذلك التعامل مع الكرسيين يختلف لاختلاف المنشأ والغرض.. كرسي الدخان تطلبه علي المقهي الشعبي وسط معارفك واصدقائك.. وتشربه متوهما انه يعدل مزاجك ويسلطنك وتري الدنيا علي مزاجك وتحكي حواديتك مع اصدقائك كما يحلو لك .. أما كرسي الحكم فيأتي إليك بإرادة شعبية تمثل عقدا بينك وبين الشعب وبموجب هذا العقد لا تنطق عن الهوي إنما بالدستور والقانون.. ويحق للشعب الخروج عليك في اي وقت يشاء متي أخللت بالعقد وعملت ضد الإرادة الشعبية وناصرت فصيلا علي فصيل ..! وعلي المقهي وأمام كرسي الدخان يمكن أن تتلاعب بأصابعك بأية إشارات وتتوهم مؤامرات وتتخيل وسط حواريك ما شاء لك التخيل ويحق لمن معك الطرب لما تقول وحتي طلب الاستزادة وسط دخان المعسل المتصاعد من كرسي الدخان مادمت ستدفع لهم حساب المشاريب..! اما كرسي الحكم فله ضوابط لا تصول ولا تجول إلا بها.. وبسياسة مدروسة لأنك تتحكم في مقدرات وطن وشعب وبعقد مبرم معه.. ولا يجوز لك ان تصدر مرسوما -كأنك تطلب واحد شاي- تنكر فيه الحق في التقاضي وبه تنعدم محاسبتك أو مراجعتك فيما تصدر من قرارات وتقترح من قوانين..! وعلي كرسي الحكم لا تملك إنكار الأحكام القضائية ومحاربة مؤسسات الدولة دون محاولة إصلاحها لمجرد أنها لا تسير علي هواك.. وتركب رأسك وتعاند رغبة شعبية متحججا بالصندوق وتنسي العقد بينك وبين الشعب مراعيا جماعتك وناسك حتي من هم خارج الحدود.. وتتغافل انك بذلك أعطيت كل الصلاحيات للخروج عليك. اظن اختلط عليك دخان الكرسي اللي يلطش ونسيت لطشة الجماهير..!