» من بيده الاعلام يملك دائما الحقيقة».. رغم تعلق هذه العبارة برأسي منذ أمد بعيد فلا اتذكر من قائلها.. لكن بالتأكيد يوجد الكثير من الدلائل تؤيدها.. ربما أهمها تمسك العديد من الحكومات بناصية الاعلام وبقبضة من حديد ويعز عليها التخلي عنها عنه .. واذا تخلت عن بعضها وسمحت لإعلام مستقل- له مصالحه الخاصة أيضا- يتم التحكم به تحت العديد من الغطاءات مثل ميثاق الشرف الاعلامي والاخلاقي..وتنسي تماما الميثاق المهني للإعلام ..! وكتاب "المتلاعبون بالعقول" الصادر في سلسلة عالم المعرفة يرصد التضليل الإعلامي والوعي المعلب وكيف يتم التحكم بالجماهير واقناعهم بغير الحقيقة وتضليل الرأي العام عن طريق خمس أساطير يجري ترويجها بعناية حتي يوهمنا بادعاء الحقيقة تتمثل في :أسطورة الحرية الشخصية والحياد والطبيعة الإنسانية الثابتة وغياب الصراع الاجتماعي والتعددية الاعلامية. ولنأخذ مثلا التعددية الاعلامية التي تتبدي في العدد الكبير من الصحف ومحطات الإذاعة والفضائيات ومع ذلك المحلل للمشهد الاعلامي يدرك كما لو كان ثمة مصدر واحد يتكلم! فالأخبار والمعلومات العامة والتوجهات والأفكار وحتي المادة الترفيهية يجري انتقاؤها جميعا من الإطار المرجعي الإعلامي نفسه لنقل حقيقة واحدة من جانب "حراس" البوابة الإعلامية..!