طالما خرج عدلي القيعي، مدير التعاقدات السابق بالنادي الأهلي، ليتحدث عن بطولاته في إقناع اللاعبين بالإنتقال للنادي الأهلي، بمبالغ مالية زهيدة مقارنة بما يدفعه آخرون. بالطبع القيعي يقصد بالآخرون نادي الزمالك، فكم من لاعب فضل قميص الأهلي على الزمالك، رغم كل تلك الإغراءات التي تعرض لها، لكن في النهاية بريق الأحمر يكسب. هذا ما سمعناه وقراناه وعشناه على مدار السنوات الماضية، منذ أن إلتهبت وسائل الإعلام بقصص مثيرة عن صرعات الأهلي والزمالك في الصيف والشتاء على صفقات كل موسم. أبرز صفقات ال10 مواسم الأخيرة، كان محمد أبو تريكة الذي إنتقل للأهلي قادما من الترسانة مطلع عام 2004، وبالطبع المنافسة الثنائية كانت موجودة. ما قيل وقتها أن أبو تريكة فضل الأهلي برغم أموال الزمالك الطائلة التي عُرضت عليه، وأبرز ما أدهش الآذان حتى الصمم في هذا الشأن هو ما قاله حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة الحالي، ورئيس نادي الترسانة في ذلك الوقت. فريد قال منذ 5 أشهر: "فوجئت بوجود أبو تريكة في مكتبي الخاص في السابعة صباحا، وأمامه حقيبة بها مبلغ كبير من المال". واستطرد: "حين سألته أخبرني بأن الحقيبة بها 700 ألف جنيه أعطاها له مسؤولي الزمالك في الليلة السابقة من أجل التوقيع للنادي الأبيض". وأستمر: "أوضح لي أبو تريكة أنه قضى الليلة في مسجد حتى توجه إلى مكتبي في السابعة صباحا، وحين سألته عن السبب قال لي إنه تخوف من سرقة هذا المبلغ الكبير من منزله". وأتم: "أبو تريكة رفض الانتقال للزمالك وأعاد الحقيبة لرغبته في الانتقال للأهلي بعدما علم باهتمام الشياطين الحمر بضمه". فريد ولا أعرف إن كان متعمدا أم لا، روج لكذبة كبيرة عاشتها جماهير الأهلي والزمالك خلال السنوات الماضية، حتى جاءت اللحظة الحاسمة لكشف الحقيقة. أبو تريكة بنفسه قال لصحيفة الإمارات اليوم: "إنتقلت للأهلي بعدما رفض أمين صندق الزمالك منحي المقابل المالي الذي أريده، وهو ما وفره لي الأهلي وكان فارق العرضين 100 ألف جنيه". الماجيكو نموذج لعشرات الصفقات التي حسمها الأهلي على حساب الزمالك والعكس، فاللاعب يحسب حسبته أولا في النواحي المالية، بعيدا عن أكاذيب حب الفانلة وهذا الكلام الفارغ. القيعي تعود على نوعية هذه التصريحات عقب كل صفقة ليصنع من نفسه أسطورة، بجوار أسطورة الأهلي، كلمات تردد دون فهم يفرح بها البسطاء ويرددونها، تماما كمن يعبد صنما، هو لا يعرف لماذا يعبده، فقط يفعل ذلك لأنه وجد مَن قبله يفعل. شكرا أبو تريكة على صراحتك، فرغم أن التصريح ضمنيا يدينه، إلا أنه قال الحقيقة ورفض السير على نهج من سبقه، من كهنة فانلة النادي وعبدتها!.