وأنا شاغلة نفسى بالاحتلال الأمريكى لمصر، أجرن الاحتلال طلع سعودى. وقال الجنزورى لملك السعودية الذى يحتجز أكثر من 1500 مصرى مظلوم فى القبو: سورررريييييى. حيث إن الملك قال للبعثة الدبلوماسية: تعالى بيت أبوك... تاكلى لقمة وترمى عشرة. لم نطلب من السلطات السعودية أى اعتذار عن الإهانة المتواصلة للمواطنين المصريين، ولم نمس شعب الجزيرة العربية بأى سوء، بل وكتبنا وما كتبنا على جدران السفارة السعودية، ويا خسارة ما كتبنا لإنهم دهنوه، إلا أننا لم نكتب عبارة عنصرية واحدة، إذ إن نظام آل سعود يحتجز من شعب الجزيرة ما يزيد على الثلاثين ألف معتقل برىء، وهو النظام الذى دأب على إهانة المصريين وبذل الجهد والمال لإحباط الثورة المصرية، والانحياز غير المشروط للطاغية مبارك ضد إرادة الشعب المصرى، وأخيرا احتجاز محام مصرى، عرف بنشاطه الحقوقى المعارض لمبارك، وتشويه سمعته، فى داخل مصر وخارجها، لمجرد أنه فتح ملف الأسرى المصريين فى المملكة. ومع ذلك.. لم نطلب أى اعتذار، الاعتذار ما بيأكلش عيش.. إحنا عايزين عيالنا. خذوا المجلس العسكرى وهاتوا عيالنا المحبوسين.. خذوا كمال الجنزورى وهاتوا عيالنا المحبوسين، خذوا مجلس الشعب وهاتوا عيالنا المحبوسين. أقولكم.. خذوا مبارك اللى انتو متشحتفين عليه ده وهاتوا عيالنا المحبوسين.. عدانا العيب؟ فتعامل النظام السعودى مع المسألة بشكل شخصى، واستعظم أن يتظاهر هؤلاء «الخدامين» أمام سفارة «أسيادهم»، ومارسوا كل التهديدات المادية والسياسية، لا لأن أحمد الجيزاوى فى حد ذاته يعنى لهم الكثير، وإنما لأن أحمد الجيزاوى أصبح رمزا لمطالبة المصريين بحقهم فى الكرامة، وكرامة إيه دى اللى عايزها المصريين؟ لا بد من كسر أنوفهم. وطبعا ربنا بالينا بشوية متسولين، لا يعنيهم سوى المليارات التى تأتيهم من السعودية، فقالوا إن علاقة مصر بالسعودية.. لا مؤاغزة.. حميمة حتى لو اعتقلت السعودية عشرة آلاف مصرى! راك تبعزق من شعب أمك. النظام السعودى نظام فاشى، ديكتاتورى، مريض فى فاشيته، ينتهك حقوق الإنسان والعدالة من باب الهواية والاستمتاع، لا تشعر الأسرة الحاكمة بالقوة إلا بإذلال الضعيف.. وكل واحد وأصله بقى. لذلك، فقد تظاهر العديد من المواطنين أمام السفارة السعودية فى شتى أنحاء العالم، لأن انتهاك هذا النظام للإنسانية عادة ما يطرطش على سكان الكوكب أجمعين، إلا أن النظام السعودى لا يجرؤ مثلا على سحب السفير من لندن، أو من واشنطن، أو من الصين، أو حتى من إيران اللى بتطرقع لهم فى الطالعة والنازلة لما خلت قفاهم عرض كده.. فقط المصريون هم من يعاملون بهذه العنجهية والتكبر والجليطة، وماكانش ناقص غير يسيبوا لنا تسجيل صوتى: ما بقاش إلا انتو كمان يا جرابيع. نحن لسنا جرابيع والله، ولم نكن فى يوم من الأيام جرابيع، وإن كنا صبرنا على المتسول الذى أذل نفسه ووطنه من أجل المال والكرسى ثلاثين عاما، فها نحن قد خلعناه.. هو اللى كان جربوع مش احنا، وصمتنا عليه لم يكن جربعة منا.. سمها أصل، خيبة، يأس.. لكن جربعة؟ نووووو نو نو نو... كررنا أن مشكلتنا مع النظام السعودى، لا مع الشعب، وإن كنت لا أرى مجالا لهذا التبرير، فالشعب لم يحتجز الجيزاوى ولا ال1500 سجين مصرى حتى نضطر إلى هذا التوضيح، ومن يقبل بظلم حاكمه لأبرياء ويدافع عن هذا الحاكم الظالم فهو محسوب عليه، سعوديا كان أم مصريا أم هنديا، وينسحب عليه كل الأوصاف التى وصفنا بها النظام السعودى والتى لا أتراجع عن كلمة منها، بل وأزيد، ومن يرى أن كرامته من كرامة حاكم ظالم، ظلم 30 ألفا من بنى وطنه قبل أن يظلم الآلاف من المصريين واليمنيين والهنود والبنغال.. إلخ، فلتكن إذًا كرامته من كرامة حاكم ظالم، والحاكم الظالم ليس له سوى القبقاب يتنسل على دماغه ودماغ اللى يتشدد له، خلعنا حاكمنا، حنعمل حساب لأى حاكم بلد تانية؟ أما كروديات صحيح. متى كان التظاهر أمام السفارة إهانة للشعب؟ متى غضب المصريون من التظاهر أمام سفاراتهم وقذفها بالحجارة واقتحامها فى أثناء حرب غزة؟ متى غضب السوريون من التظاهر أمام سفاراتهم ضد بشار؟ متى غضب الأمريكيون من التظاهر أمام سفاراتهم إبان غزو العراق؟ بل متى غضب الإسرائيليون من اقتحام سفارتهم فى القاهرة والإلقاء بورق التواليت من النوافذ؟ دول كانوا لازقة بغراء، مهما نبهدل فيهم مش عايزين يمشوا. طيب متى يعتذر النظام السعودى عن تحقيرنا وسحب بعثته الدبلوماسية والاستهانة بالعلاقة مع مصر، وهو ما لم تفعله إسرائيل ذاتها؟ وبالمناسبة.. ابقوا خدوا الجنزورى قعدوه جنب بن على.. خليه ينفعكم.