قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية السابق: "عاصرت 3 رؤساء ورئيساً للمجلس العسكرى، منذ عهد جمال عبد الناصر الذى تولى المنصب فى الثلاثينيات من عمره وهو عسكرى، وكان يشعر بالبعد الاجتماعى وكان لديه إحساس بالكرامة، جاء بعد حرب 48 فى إطار "فورة" وكان راغباً فى تغيير المجتمع وتدرج فى إجراءاته لإحداث هذا التغيير وانطلق فى مسار الاشتراكية لاستكمال هدفه واستكمال ثورته ولكن اللحظة الفارقة فى حياته كانت هزيمة 67 والتى كانت سبباً لاهتزاز أوضاع المجتمع حتى غادر ناصر الحياة. وأضاف أبو الغيط في حواره مع الإعلامي خيري رمضان ببرنامج "ممكن" على قناة "cbc" أن السادات كان شخصية عسكرية أيضاً مفعماً بالثورية حتى ما قبل 52 وكانت شخصيته تتميز بالاندفاع وهو مصري حتى النخاع مثله مثل كل أبناء المؤسسة العسكرية وكان عملياً للغاية تولى فى أوضاع احتلال لأرض مصر بشكل مزعج وكان تركيزه الأول هو إنهاء هذا الاحتلال وكان لديه القدرة إلى التحدث إلى "الشيطان" من أجل هدفه. وقال أبو الغيط إن أخطر قرارين للسادات كانا قرار الحرب لتحريك العملية السياسية ثم القرار الآخر بالذهاب إلى القدس والذى اسميه ب"الهجوم الثانى" بعد أن وجد أن الحرب لم تحقق ما تمنى كما كان يتصور والذى بكل صراحة أفجعنى فى وقتها ولكن مع الخبرة العملية رأيته قراراً جريئاً كما أنه لم يغب عنه البعد الاقتصادى خاصة بعد سقوط الماركسية والتحول إلى الرأسمالية والتى لم تدرس جيداً فى رأيي ما أضر بالطبقة المتوسطة وأرى أنه كان بعيد النظر فى ذلك لأن من يهاجمون قراره مستندين إلى نجاح تجربة الصين. وعن الرئيس مبارك قال أبو الغيط، إن الوضع فى مصر فرض على مبارك سياسة محددة عند توليه المنصب فسيناء جزء منها محتل فضلاً عن افتراق مصر عن الدول العربية بعد كامب ديفيد وتحولات السياسة الخارجية المصرية فى علاقتها بالاتحاد السوفيتى إضافة إلى الوضع الداخلى السيء من تدهور أوضاع الاقتصاد وسوء البنية التحتية للدولة. وأضاف أبو الغيط أن مبارك شخصية هادئة حذرة للغاية صاحبته حتى النهاية وكان يعمل على الابتعاد بالدولة المصرية عن آية هزات والاصطدام مع الخارج، ورأيي أن الأكثر تأثيراً على تقييمه للمواقف هو التقدم فى السن وهذا كان يبدو جلياً فى قضية مياه النيل والتفاوض من أجلها والذى لم يعطه الفرصة للقدرة على المناورة والتفاوض بشكل جيد خاصة بعد تصعيد الموقف من أوغندا وتنزانيا وكينيا بعد أن نالت كل منها استقلالها وتنصلها من كل الاتفاقات التى تحكم مسار النهر. أما الرئيس مرسى فقال أبو الغيط عنه، لم أقابله فى حياتى لكننى استطيع بتحليلى المجرد أنه تولى فى ظروف صعبة للغاية بعد التحولات الرئيسية فى مصر خلال العامين المنقضيين وأوضاع صعبة على جميع المستويات فى ظل فورات يومية تفرض عليه حسابات كثيرة ومثال ذلك الصدام بين حماس وإسرائيل بعد توليه بفترة قصيرة وكذلك اشتعال الأوضاع فى سورية والتى تمثل أهمية كبيرة لمصر لأنها كانت وستظل طرفاً مهما فى المعادلة فى العلاقات مع إسرائيل.