اخبار مصر قال أحمد حمادة صابر، نجل «المواطن المسحول»، صاحب ال18 عاماً: إن «الفقر وضيق الرزق»، دفعا والده لتغيير أقواله من اتهامات وزارة الداخلية بالاعتداء عليه وتعذيبه، إلى اتهام المتظاهرين بإصابته بالخرطوش. وكشف فى حواره ل«الوطن»، عن أن قيادات الوزارة وعدت والدته بالحصول على «مبالغ مالية»، حال تنازله عن البلاغ المقدم ضد الشرطة، فى الوقت الذى أوضح فيه أن العائلة تعانى فى الوقت الحالى من أزمات أسرية تتمثل فى فسخ خطبة شقيقته الكبرى «رانيا» بسبب «الواقعة» فضلاً عن عدم رضا الأسرة فى الصعيد عن «واقعة تغيير الأقوال». ■ هل كنت موجوداً مع والدك أثناء واقعة السحل بمحيط قصر الاتحادية؟ - لا.. كنت فى زيارة لأقاربنا بقرية «مزارج» بسوهاج، وفور علمى بالحادثة عدت للقاهرة بعد اتصالات من أسرتى تخبرنى بأن «أبويا بيموت». ■ هل اعتاد والدك المشاركة بصفة دائمة فى التظاهرات والمسيرات خلال فعاليات الثورة؟ - إحنا ناس بتجرى على لقمة العيش، ومنين ما نلاقى «الحال واقف»، بنخرج للشارع نقول «عايزين نعيش»، فوالدى كان يشارك فى التظاهرات التى تطالب بتوفير حياة كريمة، وكان أعضاء الأسرة سواء والدتى أو أخواتى البنات يشاركون بصحبته. ■ ماذا عن اللقاء الأول مع والدك داخل مستشفى الشرطة بمدينة نصر عقب الحادث، والتفاصيل التى دارت بينكما؟ - حينما رأيت والدى والإصابات تملأ جسده، ارتميت فى حضنه وبكيت، فقال لى «أنا كويس وهخرج بكرة.. وملكش دعوة بالإعلام اللى واقف برة»، واللقاء لم يستمر سوى بضع دقائق غادرنا بعدها المستشفى بسبب حضور وكلاء النيابة للاستماع لأقواله فى الواقعة. ■ لماذا حذرك والدك من الحديث لوسائل الإعلام رغم أن عدداً كبيراً من أفراد العائلة خرجوا للإعلام وتحدثوا عن تفاصيل الواقعة؟ - «أبويا بيخاف عليا أنا وإخواتى»، فنحن عائلة «على قد حالها»، لا تملك سوى «قوت اليوم»، لم نحصل على قسط كافٍ من التعليم، فأنا خرجت من الدراسة بعد حصولى على شهادة الإعدادية، لكنى اكتشفت أن والدى منعنا من الحديث للإعلام بسبب رغبته فى تغيير أقواله ونفى اتهامات «السحل والاعتداء» عن وزارة الداخلية بعكس الحقيقة. ■ بماذا تفسر تغيير والدك لأقواله أمام النيابة بشأن عدم تعرضه للاعتداء والتعذيب من قبل قوات الشرطة، بل وتوجيه الاتهامات للمتظاهرين بإصاباته بالرصاص الخرطوش؟ - «أبويا اتهدد بتلفيق اتهامات حرق قصر الرئاسة»، وتحفظوا على هاتف «والدتى»، وقالوا لها «هنديلكوا فلوس بس تقعدوا ساكتين»، فوالدى «أفقر وأبسط مما يتخيل الجميع.. مش بس أبويا أى عائلة غلبانة هتعمل كدا»، ويخشى علينا من التعرض لأى مكروه لو وجه الاتهامات لوزارة الداخلية والحكومة. ■ هل فعلاً حدثت أزمات أسرية بالعائلة بعد تغيير والدك لأقواله؟ - فعلاً، خطيب شقيقتى «رانيا» فسخ الخطوبة واسترد الشبكة، وقال: «انتوا بقيتوا عائلة مفضوحة.. وأبوكى كمان مش عايز يقول الحقيقة»، فضلاً عن أن فرع العائلة فى سوهاج تسوده حالة من الغضب وقرر المجىء للقاهرة لحثه على التراجع عن تصريحاته. ■ ماذا عن حقيقة أن الداخلية وعدت والدك ب«شقة ووظيفة» حال استمراره على نفى الاتهامات عن قوات الشرطة؟ - مثلما قلت «مصر كلها فقيرة.. والفقر يعمل أى حاجة»، والدى يخشى فقط علينا من «المستقبل المجهول»، لكنى واثق من أنه سيقول الحقيقة إذا غادر مستشفى الشرطة. ■ ماذا عن حقيقة المسيرة التى تنوى العائلة تنظيمها من منطقة المطرية حيث مسكنكم إلى المستشفى لإقناعه بالخروج من المستشفى؟ - أيوة هنعمل كدا، لو عايزين أبويا يقول الحقيقة لازم يخرج من «تحت إيد الحكومة»، والعائلة بأكملها لن تترك «ثأره» وكرامته التى أهانتها الحكومة أمام الملايين فى وسائل الإعلام. ■ لكن ماذا عن تقرير تحريات المباحث الخاص بأحداث الاتحادية بأن والدك كان يحمل قرابة ال18 زجاجة مولوتوف بالإضافة لعبوات من البنزين لحرق القصر؟ - ضاحكاً «يا بيه أبويا مايعرفش فى حياته غير صنعة المحارة وعياله».