رأت صحيفة "واشنطن بوست " الأمريكية أن التحذيرات التي أطلقها وزير الدفاع المصري "عبدالفتاح السيسي" من أن تنحدر مصر في طريق الانهيار تأتي في شكل وساطة بين الرئيس المصري "محمد مرسي " والشعب المصري وعلى رأسهم أهالي مدن القناة الثلاث الخاضعة لحالة الطوارئ وحظر التجول. وأوضحت الصحيفة أن أهالي مدينة بورسعيد الساحلية، التي خلفت عشرات القتلى فى أعقاب موجة العنف السياسي التي اجتاحت مصر منذ الخميس الماضي، وجهوا أمس الثلاثاء غضبهم صوب الرئيس "محمد مرسي " وضد جماعة الإخوان المسلمين مطالبين بالإطاحة بهم من سدة الحكم، في الوقت الذي فوجئ الكثيرون بوزير الدفاع "السيسي " يُحذر الشعب من أن تنهار مصر تحت وطأة الاضطرابات وحالة الفوضى المنتشرة فيها. ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات اللواء " عبدالفتاح السيسي" شديدة اللهجة والتي تُعد الأولى منذ توليه هذا المنصب تهدف على ما يبدو إلى دفع الأطراف المنقسمة سياسيًا في مصر والتي من بينها الرئيس "مرسي" إلى المصالحة وإيجاد حل سريع للاحتجاجات وأعمال الشغب المندلعة في معظم محافظات مصر ليومها السادس على التوالي. ومضت تقول: "إن خروج الجيش عن صمته يضع المزيد من الضغوطات على الرئيس "مرسي " الذي لم يتمكن من احتواء الاضطرابات من خلال محاولته ليكون أكثر صرامة وذي قبضة حديدية، خاصة بعد أن تحداه المحتجون ورفضوا الطوارئ وحظر التجول." وفي معرض تعليقاته على ما يحدث في مصر، أشار "السيسي" إلى أن الجيش لن يتخذ تحركات لإخماد المحتجين، قائلًا: "إن القوات المسلحة في مأزق صعب وخطير، حيث يضطر إلى تحقيق التوازن من خلال تجنب المواجهات مع المواطنين وحماية مؤسسات الدولة في الوقت ذاته". يذكر أن مالا يقل عن 60 شخصًا لقوا مقتلهم وإصابة المئات منذ يوم الخميس في الاشتباكات التي اندلعت بين الشرطة المحتجين الغاضبين بسبب ما يسمونه تحركات الإسلاميين في احتكار السلطة وفشل مؤسسة الرئاسة مع الحكومة في معالجة المشكلات المتعددة. وأشارت الصحيفة إلى أن تعليقات "السيسي " دليل على نفاد صبر الجيش حول ما يخص صراع السياسيين حول السلطة، موضحة أن هناك المزيد من الشكوك أثارتها تلك التعليقات بشأن مدى مساندة الجيش للرئيس "مرسي " إذا لم تنته تلك الأزمة.
