الثامن من ديسمبر.. يوم مختلف في حياة المصريين في الخارج، فلأول مرة سيخرجون للاستفتاء على مواد الدستور المصري بعد أن حُرِمُوا من التصويت على إعلان مارس عقب الثورة المصرية، إلا أنهم وفقا لقانون الانتخابات كانت لهم المشاركة الإيجابية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لكن الأمر سيختلف مع الاستفتاء على مواد الدستور. صفحات ومجموعات المصريين بالخارج على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دشَّنت حملات للتوعية بالدستور الجديد، وذلك قبل بدء التصويت بأربعة أيام. ونشرت عدد من الصفحات مواد الدستور بشكل كامل لقراءته وتوعية المواطنين بمواده، كصفحة "المصريون في الغربة" التي يبلغ عدد أعضائها 890 ألفا، حيث نشرت 27 مادة حتى الآن بعد أن بدأت أمس حملتها للتوعية بالدستور، عقب صدور قرار من وزارة الخارجية ببدء التصويت الأسبوع القادم. "من أجل إنشاء اتحاد أكثر كمالا، وإقامة العدالة وضمان الاستقرار الداخلي، وتوفير سبل الدفاع المشترك، وتعزيز الخير العام وتأمين الحرية لنا ولأجيالنا القادمة، نرسي ونقيم هذا الدستور". هذا جزء من مقدمة الدستور الأمريكي، نشرتها صفحة "المصريون في أمريكا" ومعها الدستور الأمريكي كاملا، ردا على دعوة محمد مرسي للاستفتاء على الدستور المصري الجديد، داعية لثورة غضب على الدستور، ومذكرة المصريين بالدعوة للثورة ضد نظام مبارك في ديسمبر الماضي. أما مجموعة "المصريون في ألمانيا" فنشرت أخبارا ومقاطع فيديو عن دعوة المصريين في الخارج للاستفتاء، فيما اختلفت الآراء حول الدستور على الصفحة، فوصفه البعض بدستور النكبة والعار ودافع آخرون عنه بنشر مواده، واصفين ما يحاك ضد مسودته الأخيرة بالشائعات والدعاية السوداء. صفحات أخرى تجاهلت الدعوة إلى الاستفتاء على الدستور ولم تهتم بالحديث عنه. "مطلوب عروسة" كان عنوان صفحة "المصريون في السعودية"، فاهتمامها الأول كان اختيار شريك العمر، وشغلت مواقع الزواج المساحة الكبرى من اهتمام أعضائها الذين نشروا أكثر من رابط لمواقع التعارف. أما صفحات المصريين في البحرين والكويت فتجاهلت الحديث عن الدستور، وكانت جميع تدوينات أعضائها اجتماعية وشخصية بعيدة عن السياسة، إلا بعض المنشورات التي سخرت من القوى السياسية في مصر، بينما رحل الدستور المصري عن أذهانهم منذ رحيلهم من مصر.