تأبي وزارة الداخلية إنجاز عمل واحد لإعادة الأمن المفقود إلي الشارع.. حتي ولو كان هذا العمل تنظيم حركة المرور.. قد تسير في القاهرة أياماً دون أن تشاهد ضابط مرور واحداً.. وكأن رجال المرور يصرون علي المشاركة في تأديب الشعب المصري علي ثورته. فمخالفات المرور لم ترفع عن كاهل المواطن بعد الثورة، رغم اختفاء من يحررها.. والغريب أن معظم مخالفات المرور واحدة.. الكلام في التليفون.. عدم ربط حزام الأمان. شوارع العاصمة صارت جراجاً كبيراً تقف به السيارات صفاً ثالثاً ورابعاً، بينما التوك توك يمرح يميناً ويساراً في أرقي شوارع القاهرة حتي وصل إلي جادرن سيتي والزمالك ومصر الجديدة.. أما سائقو الميكروباص فإنهم يقومون بتحميل الركاب في أي مكان حتي لو أغلقوا شارعاً بأكمله.. كل هذا يحدث دون أن تجد «عسكري مرور» يقف في مفترق ينظم إشارات المرور. عاطف إبراهيم «مدرس» يقول: أسكن في الدقي التي لا يمكن المرور في شوارعها، فلا أحد يعرف اتجاه الطريق الصحيح بسبب الفوضي وأصبحنا نري العربات الملاكي وقد أغلقت الشوارع بسبب الاصطفاف صفاً ثالثاً، بالإضافة إلي سيارات الميكروباص التي تحتل أسفل كوبري الدقي وحولته إلي موقف كبير. ويوضح رضا عبدالوهاب أن شارع السودان أغلق تماماً أمام المارة والسبب السيارات الملاكي التي تركن صفاً ثالثاً، بالإضافة إلي مركبات التوك توك التي غزت شوارع القاهرة بصورة كبيرة، فأصبحنا نجدها في أرقي شوارع مصر. وتقول نور محمد: إن المرور في القاهرة عليه علامات استفهام كبيرة، فأين رجال المرور الذين كانوا يملأون الشوارع؟.. ولماذا غابوا عن الشارع فجأة بهذه الصورة.. وأضافت: إن رجال المرور دائماً ينظر إليهم المواطن نظرة مختلفة عن الشرطة فلماذا لا ينزلون إلي الشارع؟.. والغريب أن إشارات المرور لا نجد فيها أي عسكري حتي في شوارع مثل طلعت حرب وعبدالخالق ثروت بوسط البلد. وأوضحت أن المشكلة في الثقة التي انعدمت بين الجميع، كما حول السائقون الشارع ملكاً لهم، حتي الأرصفة أستغلها الباعة الجائلون. وتتساءل عن جدوي نزول الوزير إلي الشارع والشرطة غائبة وسائقو التوك توك والميكروباص يقررون ما يفعلون بالناس والشوارع أن يكون لرجال المرور دخل في ذلك. فيما يؤكد مصطفي عبدالمعطي أن رجال المرور غائبون تماماً ولكن عند التجديد نجدهم حاضرين بشدة ونجد المخالفات بكثرة ومعظمها «حزام أمان».. وأتساءل: أين رأوني؟.. ومتي؟.. أم إنهم يحررون مخالفات للسيارات بنظام الكوتة المعدة سلفاً كما يحلو لهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء النزول إلي الشارع ومراقبة حركة المرور. يؤكد أحمد رضوان «موظف» أن المرور في مصر أصبح في ورطة ووضع المواطنين في هذه الورطة أيضاً فلا هو متواجد في الشوارع ولا المواطنون ملتزمون وكيف الحل والسيارات الملاكي هي الأخري أصبحت غير ملتزمة بالقانون وأصبحت تقف «صف ثالث» في الشوارع الرئيسية، والميكروباص يحمل بطريقته الخاصة وفي وسط الشوارع، والتوك توك يقف مكان ما يحلو له وكل هؤلاء لا يسألهم مجرد عسكري لماذا تقفون ويمنعون مرور باقي السيارات، وكأن المرور تبخر بالقاهرة وأصبح لا وجود له. ويقول أمجد رضوان: أصبحنا نري التوك توك في كل مكان وتري الصف الثالث في كل شوارع القاهرة دون أن يحرك الأمر رجال المرور، وكأنهم غير موجودين بالمرة وتحولت القاهرة إلي موقف كبير لسيارات الأجرة والملاكي والتوك توك، وما نراه كل يوم يمكن أن نتعود عليه ويصبح واقعاً دائماً، ونحن أصبحنا نري انفلاتاً مرورياً كل يوم بل وكل ساعة والمشكلة الحقيقية تكمن في أن نتعود علي هذا الانفلات ويصبح حقيقة نعيشها وتتعود شرطة المرور علي القيام بعملها وهي في أماكنها دون النزول إلي الشارع ويصبح عملهم فقط تحرير المخالفات لأرقام سيارات وهمية وهم في مكاتبهم وهنا تكون الفوضي التي يمكن أن تضرب مصر كلها.