حول تفسير مفاهيم الدولة والثورة ونظام الحكم فى الإسلام، حاور الإعلامى عماد الدين أديب، المفكر الدكتور أحمد كمال أبوالمجد فى برنامجه "بهدوء" على فضائية CBC، بمشاركة المحلل السياسى الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح، حيث قال أبوالمجد القول إن السياسة هى اختيار الوسائل الفعالة بمخاطر قليلة لإدارة الدولة من جانب السلطة القائمة، أما الدين فهو الشعور الإنسانى تجاه الذات الإلهية، لافتا إلى وجود نوعين من التدين حاليا، أولهما يتعلق بالحلال والحرام، والثانى يتعلق بوضع الضوابط والآليات لإدارة الحكم. وأوضح أبوالمجد، أن التعامل مع تطور الزمن يتطلب إعمال العقل، لأن لكل مجتمع ظروفه، فضلا عن أن الإطار المرجعى للنظام السياسى يعتمد على ما تؤمن به الأغلبية، ولا يوجد نظام سياسى ليس له ثوابت ثقافية، ووصف مشكلة الطائفية فى مصر بأنها "نكتة سخيفة سببها الرئيسى غياب العدل". وتوصيفا لأيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين، قال أبوالمجد إن البيعة فى الإخوان مأخوذة من العسكرية والتصوف معاً. وتعقيبا على الجدل حول المادة الثانية من الدستور، قال إن الجدل حولها عبثى يعكس مطامع لا حد لها، وفى الوقت ذاته يعكس مخاوف مبالغ فيها، مضيفا أن النص فى الدستور على أن السيادة لله تعويض عن العجز وقلة المعرفة، "وكان من الأولى استشارة أهل الذكر"، لأنه أمر يحتاج إلى خبرة وحرفية، واصفا من يحكمون الآن ب"الديكتاتوريين" لإقصائهم أهل الخبرة والكفاءة، خصوصا وأن الدين لا يمانع في استقدام الكفاءات حتى وإن كانوا من دول معادية. وعن مفهوم الثورة والثوار فى الإسلام، قال أبوالمجد، إن فعل الثورة هو الخروج على الحاكم عند استنفاذ القنوات الشرعية لتغيير سياساته، أما الثائر فهو الذى يخرج ضد الفساد دون السعي وراء مغانم طلبا للاستقامة والعدل دون رغبة فى الانتقام. وتعقيبا على ما قاله أبوالمجد، قال الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح، إن الدولة الدينية هى دولة الكهانة أما الدولة المدنية هى الفصل المؤسسى بين دور العبادة ومؤسسة الحكم، وأضاف أن الجميع يريد ما شرعه الله، لكن يجب وضع ذلك فى إطار منضبط، وفرق عبدالفتاح بين الشرعية والشريعة بعد أن استقرت بعض الحقوق التى لن يحيد الشعب عنها بعد الثورة، التي وصفها بالزلزال السياسى غير المنضبط ويكون الثائر طرف رئيسى فاعل فيها بالدعوة أو التضحية من أجلها.