هناك موضة هذه الأيام.. هى تحالفات الأحزاب التى لا يسمع عنها أحد.. وهناك أحزاب فى تلك التحالفات من صناعة نظام مبارك وأمن دولته حتى تكون ديكورا للنظام السابق.. وكانت تلك الأحزاب وقيادتها فى المقابل تحصل على بعض المنح والعطايا.. وفجأة أصبحت تلك الأحزاب ثورية وتناضل من أجل الدولة المدنية رغم أنها كانت مع الدولة الاستبدادية ودولة الحزب الوطنى وتوريث الحكم! وبالطبع الأخ السيد البدوى كان لا بد له من الحضور فى هذا التحالف، فقد تَعوّد الرجل التحالفات.. فقد كان متحالفا مع الحزب الوطنى وذهب بعد رئاسته للحزب إلى صفوت الشريف لتقديم فروض الولاء والطاعة، وقدم البدوى خدمات جليلة لنظام مبارك كان على رأسها ما فعله فى جريدة «الدستور» وتقديمها هدية للنظام وعصابته فى أمن الدولة بعد أن كانت عصيّة على النظام وابنه ورجال أعماله وسياسييه الفاسدين وكانت تقف وحدها ضد الاستبداد فى وقت كان يعقد فيه الآخرون الصفقات مع النظام الفاسد. وحرص البدوى على الخروج على الإجماع الذى قررته القوى السياسية والحركات الشعبية بتعرية مبارك ونظامه بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب 2011 لكشف النظام وفضحه.. لكن السيد البدوى فى إطار صفقاته وتحالفاته ومصالحه أصرّ على دخول الانتخابات وكانت معه جماعة الإخوان.. وإن كان حاول أن يصنع من نفسه بطلا من ورق فى الجولة الثانية بزعم انسحابه من انتخابات الجولة الثانية لأن الجولة الأولى كانت مزورة! وموقف البدوى فى الثورة وفى أيامها الأولى معروف للجميع.. ومع هذا حاول الرجل أن يتعايش مع الوضع الجديد ودخل فى تحالفات مع الأحزاب لخوض انتخابات مجلس الشعب وكان مع الإخوان وحاول أن يصنع من نفسه بطلا من ورق مرة أخرى.. وينسحب فى آخر لحظة.. وإن ظلت تحالفاته تحت الترابيزة (وراجعوا توزيع مناصب مجلس الشعب المنحل.. وعضوية «التأسيسية»). بالطبع عندما أصبح الوضع فى يد جنرالات معاشات المجلس العسكرى كان البدوى حاضرا وبقوة.. وبالطبع من أجل مصالحه الخاصة التى لا يعرف عنها أحد. وأساء البدوى إلى حزب الوفد برئاسته له، ورغم المطالبات الكثيرة من الأعضاء برحيله فإنه يستطيع بقدراته ولفه ودورانه وأمواله التخلص من تلك المطالبات ليبقى الوفد على سوآته وتراجعه.. وليصبح رقمًا بين الأحزاب الأخرى.. وقد كان عليه أن يكون له دور عظيم ويستعيد قوته كحزب جامع للقوى الوطنية لكن السيد البدوى حوّله إلى حزب لمصالحه الشخصية. الغريب الآن عودة السيد البدوى إلى التحالفات مرة أخرى ويعلن مع عمرو موسى تحالف «الأمة المصرية» وهو الذى سبق أن منح عمرو موسى الرئاسة الفخرية ل«الوفد» يعنى الموضوع زيتنا فى دقيقنا.. فما لزوم التحالف ولو كان تحت اسم تحالف «الأمة المصرية»؟ والأكثر غرابة أن البدوى وأحزاب التحالف الجديدة لها أعضاء فى «التأسيسية» وفقا للكوتة التى سمحت بها جماعة الإخوان.. ولا أحد فيهم يتحرك فى الوقت الذى يجرى فيه انتهاك كل قيم المجتمع المدنى والحريات فى كتابة الدستور، وكذلك أهداف الثورة، ولم يعلن أيهم انسحابه أو اعتراضه على ما يجرى فى الجمعية التأسيسية ويحرصون على حضور الاجتماعات وربما الحصول على البدلات والمكافآت. ومع هذا يقول السيد البدوى إن تحالف الأمة المصرية، أقصد أمة البدوى، من أجل المواطن المصرى ومن أجل صالح الوطن. يا راجل! مِن إمتى يعمل السيد البدوى من أجل المواطن المصرى؟! إنه من يوم أن أتى من طنطا وهو صاحب صيدلية صغيرة هناك وتقديمه عن طريق رجل أعمال إلى فؤاد سراج الدين.. وهو يعمل لمصالحه الشخصية.. وتعظيم أعماله الخاصة فى الأدوية والفياجرا والفضائيات. لقد خسرنا حزب الوفد من زمن.. وزادت خسارتنا بوجود السيد البدوى. فعلا إنها تحالفات «المتعوس على خايب الرجا».