كارثة وجريمة تتم فى طب قصر العينى وتحت مظلة صمت من قسم النساء والولادة وعميد الكلية بقصر العينى، كيف لكل هؤلاء أن يوافقوا أو يطنشوا على أستاذ نساء يحرم ويمنع إجراء القيصرية بتاتاً وتحت أى ظرف أثناء اليوم الذى يشرف فيه على قسم الحوادث قائلاً إنها سفك دماء لا مبرر له!، سلوك يدعو للعجب والدهشة والحزن والكمد على حال العلم فى مصر الذى صارت تتحكم فيه الميول والأهواء والآراء الشخصية والمعتقدات الخرافية، أنا لا أهتم بآرائه الشخصية فهو حر فيها وله كل الحق فى أن يعلنها فى أى جلسة نميمة عائلية أو بين شلة الأصدقاء ولكن أن يحولها لفرمان طبى تموت بسببه أمهات وأجنة وتنفجر أرحام وتملخ أعصاب أذرع مواليد، فهذا هو العبث بعينه الذى يتفوق على فرمانات الحاكم بأمر الله بتحريم تناول الملوخية. العلم لاتوجد فيه أهواء شخصية، من الممكن أن تكون هناك مدارس مختلفة فى التفاصيل، فمثلاً هناك مدرسة تفضل البدء بالدواء الفلانى فى الضغط وهناك مدرسة أخرى تفضل دواء آخر ولكن لايوجد طبيب عاقل فى الكون يترك مرض الضغط المرتفع نفسه بدون علاج ويقول هذا رأى شخصى أو انطباع خاص أو مزاجى قال لى كده!، هذا كلام مرفوض ومكانه حلقات الذكر وجلسات الدروشة، كذلك العملية القيصرية من الممكن أن يكون هناك اختلاف فى مكان وطول فتحة شق البطن أو فى تقليص دواعى إجرائها أو فى مدة الانتظار وتحويل الولادة من مهبلية إلى قيصرية.. .إلخ ولكن أن يرفض طبيب أستاذ كبير مسئول الجراحة القيصرية من بابها أساساً، فهذا تهريج لايتناسب مع وقار العلم ولهو فى مكان الجد ومأساة تخلق من رحم، المفروض أن يلد بهجة وفرحاً على شكل جنين يرى الحياة ويتنفسها لأول مرة فيفاجأ بأن الحياة يكرهها من ارتدوا ثياب العلم وحولوها إلى أساطير تعاديها وتخنقها. هل القيصرية لها دواعٍ وأسباب؟، هل هى تنقذ الحياة أحياناً؟، بالطبع هى إنجاز طبى عظيم أنقذ حياة عشرات الملايين من الأمهات على مدى السنين الماضية، ومثلها مثل أى إنجاز من الممكن أن يستخدم خطأ أو يبالغ فيه أو تصاحبه مضاعفات، لكن دور العلم ألا يقف مكتوف الأيدى وأن يتغلب ويقلص قدر الإمكان هذه المضاعفات، وسوف أعرض عليكم بعض دواعى إجراء هذه الجراحة لتدركوا كم هى مهمة وخط فاصل ما بين استمرار حياة وتوقفها. من دواعى إجراء القيصرية هذه الحالات: تعسّر الولادة بسبب كبر حجم الجنين وضيق حوض الأم. حدوث نزف دموى يهدد حياة الأم خلال الولادة بسبب تمزق المشيمة أو أطراف المشيمة. تسمم الحمل، ارتفاع ضغط الدم إلى درجات عالية تشكل خطراً على صحة الأم الحامل. مجىء الجنين بالعرض أو المقعدة وتعذر الولادة بشكل طبيعى. عدم فعالية طلق الولادة بعد مرور عدة ساعات على بدئها. تخطى عمر الجنين أربعين أسبوعاً وعدم بدء الولادة. عندما يهدد حياة الجنين خطر مما يستدعى ولادته قبل أن يموت فى بطن أمه الحامل. كسل الرحم وتوقف الطلق. إذا كانت المرأة بكرية وتعدت سن الخامسة والثلاثين والطفل جاء بعد معالجتها من عقم طويل الأمد. فى حال كانت المرأة قد تعرضت لعمليات قيصرية من قبل. فى حال ثلاثة أجنة أو أكثر. هل فى هذه الحالات السابقة ينفع أن يقول طبيب هى ثقافتى كده وتربيتى كده ومزاجى كده ومش حاعمل قيصرية؟!!، هذا لايعد مزاجاً ولكنها جريمة يجب أن يحاسب عليها، وما ذنب شباب الأطباء النواب فى المستشفى الذين ساقهم حظهم التعس إلى مثل هذه النوبتجية التى يشرف عليها هذا الأستاذ؟!. سيادة عميد كلية طب قصر العينى ورئيس قسم النساء والولادة بقصر العينى مطلوب التحقيق فى مثل هذا العبث لبيان الحقيقة وإذا كان هذا الأستاذ مصراً على مثل هذا السلوك، فأقل شىء هو منعه من الإشراف على هذا اليوم ومحاسبته على كل الأمهات اللاتى فقدن جنيناً أو انفجر لهن رحم أو ملخت أعصاب مولود لهن، فالعلم ياسادة لا بد من احترام منهجه الصارم الإنسانى الذى يقوم على الملاحظة الدقيقة والنتائج المضبوطة التى لا تترك أبداً لرياح الأهواء الشخصية.