تساءل الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس تحرير جريدة الفجر، عن سبب توقف الاشتباكات حول محيط السفارة الأمريكية واختفاء المئات من المتظاهرين فجأة من أمامها ومن ميدان التحرير ، مشيرا إلى أن من أخفى المتظاهرين يملك عصا سحرية قائلا "هيا في جيب مين؟". وتعجب حمودة، خلال لقائه ببرنامج "آخر النهار" علي فضائية النهار من الهدوء الذي عم السفارة بدون سقوط ضحايا رغم الاشتباكات التي كانت لا تبشر إلا بتصاعد حدة الموقف بين المتظاهرين وبين الشرطة؟! وأكد حمودة إن عملية إلقاء القبض على 220 شابًا بمحيط السفارة الأمريكية تم بناء على تقارير قدمها جهاز أمن الدولة للرئيس قائلا " الحكومة حملت نفس الكلام الذي كان يروجه النظام القديم، من أن الاحتجاجات بدأت بشباب ثوري محترم ثم اندس وسطهم شبابا بدون هوية ويجب التعامل معهم لأنهم مأجورون". وأوضح حمودة أنه في نفس يوم اشتعال الأحداث أمام السفارة كان هناك وفد اقتصادي أمريكي يزور مصر ويبحث التعاون الاقتصادي بين مصر وأمريكا ومن بينهم "ستيفين فارس" ذو الأصول اللبنانية وهو يمثل قيادة كبيرة في شركة "أباتشي" ومن الواضح أنه كانت هناك تفاهمات ومفاوضات حول صفقات للبترول والسلاح بين مصر وأمريكا وهو ما يضع علامات استفهام عن اشتعال الأحداث في نفس يوم مباحثات الوفد الأمريكي. وأضاف حمودة إن السلطة الدينية في مصر لعبت دورًا رماديًا في أحداث السفارة وذلك بين إرضاء المسلمين في الداخل وتهدئة النفوس الأمريكية الغاضبة مما جرى من أحداث. وتعجب حمودة من تصريحات النخبة المصرية خاصة من قالوا إنهم غاضبون من الفيلم المسيء ولكن طالبوا الجميع بضبط النفس وهو جعله يقارن بين مشهدين الأول لجماعة الإخوان أثناء أزمة الرسوم المسيئة للرسول وموقفهم من الدنمارك، وموقفهم الآن من الفيلم المسيء ومن أمريكا. وفسّر حمودة المشهدين في قوله "السيد مهدي عاكف في أزمة الصور المسيئة للرسول طالب بمقاطعة المنتجات، وطرد السفير الدنماركي، والانتقام ، وهي نفس المطالب التي يرفضوها الآن". متسائلا " لماذا لم يستدعي السفيرة للتشاور؟" وأضاف حمودة " أنا مندهش من حالة الضعف السياسي الشديدة لهذا البلد ليه أمريكا تحددلي، عاجبني الرد أو مش عاجبني رد الفعل، هل السلطة في مصر فقدت كيانها؟ وأشار حمودة إلى أن أوباما في مأزق ومرسي في مأزق، فأوباما في مأزق بسبب الانتخابات وهو لديه رصيد مهم في قضية الإرهاب، وهو قتل بن لادن، الآن الرصيد نفذ تماما بعد رفع صور بن لادن في ميدان التحرير، وهذا له علامة في امريكا، ثانيا المنافس الجمهوري رومني يستغل هذا الحدث ويعتبر أن تصريحات أوباما لا تليق بمثل هذا الحدث. وأضاف حمودة "اعتقد أن أوباما من أعماقه يرفض هذا الفيلم، لأنه عاش مع مسلمين ومتأثر بالثقافة الإسلامية ولولا الانتخابات كان رد فعله أكثر حدة". وأكد حمودة أن حديث أمريكا إلى مصر بلهجة حادة سببه أن هناك إحساس بأنها من ساهمت بأن يأتي الإخوان إلى الحكم ، وشفيق جاءته السفيرة الأمريكية والسفير البريطاني ومندوبة الاتحاد الأوروبي والكل طلب منه أن يعطي فرصة للإخوان، فهم من ساهموا بطريقة غير مباشرة في وصول الإخوان ، فهنا رد الجميل أو تقدير للدور الأمريكي، ومن ثم إذا فقد الإخوان الغطاء الأمريكي فقدوا كثيرا جدا من بقائهم في الحكم فهم يتصرفون وظهورهم مسنودة على مقعد سميك، ولو حصل خلل بين علاقتهم موقفهم سيزداد خلل في الداخل .