أحكمت وزارة الداخلية قبضتها على ميدان التحرير، أمس، بعد 4 أيام من المواجهات المتواصلة فى محيط السفارة الأمريكية مع الغاضبين بسبب الفيلم المسىء للرسول، وأغلقت جميع مداخل الميدان، ومناطق وسط البلد، بما يقرب من 30 سيارة أمن مركزى و4 مدرعات، وعدد كبير من الضباط والجنود. وأسفرت المواجهات عن سقوط مئات الجرحى من الجانبين، والقبض على 220 من عناصر الشغب ليرتفع عدد المقبوض عليهم فى الأحداث إلى 350 متهماً، وقررت نيابة قصر النيل حبس 48 متهماً جديداً 4 أيام على ذمة التحقيق، ليرتفع عدد المحبوسين ل104. وفى محاولة لتهدئة الغاضبين، أكد الأنبا بولا، أسقف طنطا، أن المجمع المقدس قرر فتح التحقيق، ومحاسبة كل من كان له دور مباشر أو غير مباشر فى الفيلم المسىء حسب قوانين الكنيسة، ووصف «بولا» الفيلم، خلال مؤتمر عقد بالغربية أمس، بأنه فكرة شيطانية وراءها مخطط صيهونى بهدف ضرب الأديان فى مقتل، خصوصاً الإسلام والمسيحية كمدخل لنشر الإلحاد. وفى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، اصطحب مسئولو تطبيق القانون فى مدينة سيريتوس، أمس، نيقولا باسيلى، الرجل الذى يشتبه بأنه مخرج الفيلم المسىء للإسلام، من منزله لمركز عمدة المدينة للتحقيق معه. وذكرت شبكة «إن بى سى» الأمريكية أن عناصر تطبيق القانون كانت تراقب منزل باسيلى منذ 48 ساعة، ثم ظهر الرجل يرتدى معطفاً وقبعة ووشاحاً ونظارة، إلا أن مراقبين توقعوا عدم معاقبته بسبب الفيلم بسبب الحريات التى يضمنها الدستور الأمريكى. فى سياق متصل، علمت «الوطن» أن مصر رفضت طلباً أمريكياً بإرسال قوات من مشاة البحرية «المارينز» لتأمين سفارتها فى القاهرة وقنصليتها فى الإسكندرية، وقالت مصادر إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكى ليون بانيتا، أمس الأول، ورد على طلبه، بكلمة واحدة هى «استحالة». من جهة أخرى، قال الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس محمد مرسى لن يؤجل زيارته إلى نيويورك المقررة يوم 24 سبتمبر الجارى، بسبب الاحتجاجات على الفيلم المسىء للرسول، وأحداث السفارة الأمريكية، وأكد ل«الوطن» أن الرئيس سيشارك فى اجتماعات الأممالمتحدة ولن يلتقى مسئولين أمريكيين. وعالمياً تصاعد الغضب فى عدة دول عربية وإسلامية ضد الفيلم المسىء، وقال رئيس المؤتمر الوطنى الليبى محمد المقريف، أمس، لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «القاعدة» متورطة فى الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى، وأعلن التنظيم أن مقتل السفير الأمريكى لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز كان انتقاماً لمقتل الرجل الثانى به أبويحيى الليبى.