«الفانتازيا والموت والحرب والحزن».. أربعة موضوعات ترتكز عليها موسيقى «الهيفى ميتال»، التى تعتمد بالدرجة الأولى على «الجيتار والدرامز»، وتكون نبرات الصوت «الرجالى» وتدرجاته هى اللاعب الرئيسى فى أى مقطوعة موسيقية، ويمكن اعتبارها التطور الأخير لموسيقى الروك الشهيرة، التى ظهرت عام 1986 على يد أعضاء فريق «ستنبولف»، الذين استخدموا فقرة من أغنية «ولد ليكون وحشاً»، للمؤلف «مارس بونفاير». ومن الفرق الأولى التى صنفت كأحد فرق الميتال كان فريق «أيرون مايدن»، الذى تميز بالموسيقى السريعة والطويلة والغناء الصاخب والعزف المنفرد. وتطور الميتال بين عامى 1980 و1990؛ حيث تنوع بين «ميتال الموت» و«ميتال القوة» (أو الباور ميتال)، و«البلاك ميتال». «البلاك ميتال»، أو الميتال الأسود، أحد أنواع الميتال التى ترتبط بصوت الطبول المرتفع والسريع، وغالبا ما تستخدم فى إطار حفلات كنيسة «الشيطانية» بالولايات المتحدةالأمريكية، إلى جانب حفلات معاداة الأديان، وهو السبب الحقيقى وراء السمعة السيئة للميتال فى الشرق الأوسط، وربطه بأتباع كنيسة «الشيطانية»؛ حيث عرف عامة المصريين موسيقى «الميتال» فى أجواء قضية عبدة الشيطان عام 1997، التى اتهم فيها نحو 90 شابا مصريا، أثناء مشاركتهم فى أحد حفلات الميتال بقصر البارون. وبدأ دخول موسيقى الميتال مصر مع عام 1990 بعد صدور ألبومى Nirvana - never mind Metallica - the black album، بعدها بدأ محبو موسيقى الروك فى مصر الالتفاف حول الشكل الجديد لها، المتمثل فى الميتال. ويروى أمير ميرغنى، أحد المتهمين فى قضية «عبدة الشيطان» عام 1997، فى كتاب «عبدة الشيطان بين الخرافات والشعوذة الفكرية»، أن مصر تأثرت فى فترة التسعينات مثلها فى ذلك مثل دول العالم بموسيقى الميتال، رغم عدم وجود وسيلة سهلة لمشاهدة «كليبات» الموسيقى الجديدة، إلا من خلال اجتماع محبى الميتال فى حى المعادى لمشاهدة برنامج HeadBanger Ball، أحد أشهر البرامج التى كانت تبث موسيقى الميتال فى العالم، واستمرت فى تقديمها نحو 8 سنوات. «ليزر» كان اسم محل بيع ملابس شبابية، لعب دوراً مهماً فى نشر موسيقى الميتال، من خلال الترويج ل«تى شيرت» أسود كان يحمل علامات الميتال المشتركة لمستمعى الميتال إلى جانب سلاسل عليها شعاراتهم، فضلا عن «الجنز» الممزق وأحذية الدراجات البخارية (بوت).. وعن ذلك يقول ميرغنى: «لما كنت تشوف واحد لابس تى شيرت الميتال كأنك قابلت أخوك اللى ما شفتوش من زمان»، حسب تعبيره. ويضيف ميرغنى: «كنا نذهب إلى محل فى أرض الجولف لتسجيل ألبوم الميتال دون أى إمكانيات من التى توفرها استوديوهات الصوت المتخصصة»؛ حيث رفضت رقابة المصنفات الفنية نسخ «شرائط كاسيت» للميتال عام 1996، بدعوى أنها تحمل معانى غربية، وتعارض القيم الدينية، وتصور أحاديث عن الأرواح والشياطين، وهى الاتهامات نفسها التى لاحقت جمهور الميتال. وأشار إلى أن أول تجمع منظم لموسيقيى «الهيفى ميتال»، فى مصر كان على يد الشاب «خالد مدنى»، الذى أطلق عليه فى أوراق القضية «كاهن الشيطان»، وهو صاحب فكرة نادى «Doom Club»، إلى جانب الشاب عبدالله، الذى أُطلق عليه «خادم الشيطان»، وهو صاحب فريق «Volcano Spell» بالإسكندرية، لافتا إلى أن أول حفلات الميتال فى مصر كان برعايتهما، حتى ألقى القبض عليهم. كانت عضوية نادى «Doom Club» مقابل اشتراك شهرى قدره 30 جنيهاً لكل عضو، مقابل توفير الشرائط والأسطوانات، وهو ما كان يعتبر نوعا من الرفاهية لمستمعى «الهيفى ميتال»، الذين كانوا يجدون صعوبة فى الاستماع إليها. وبعد 9 سنوات من القضية، أى فى عام 2006، نشرت جريدة «ديلى نيوز» تقريرا حول عازفى الميتال فى مصر، بعد قضية عام 1997، وتضمن التقرير أحاديث مع منظمى حفلات الميتال فى مصر، ومنهم محمد سعد صاحب كتاب «قضية عبدة الشيطان فى مصر»، الذى قال إنه يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن إثارة السلطات بعد مرور 9 سنوات على القضية، والاكتفاء بالاستمتاع بالموسيقى فقط، مشيراً إلى رفضهم إحضار المشروبات الروحية والمخدرات إلى حفلاتهم إطلاقاً.