تحت عنوان "الدماء الجديدة بدأت تجري في عروق مؤسسات الدولة المصرية"، انطلقت صحيفة "تليجراف" البريطانية لتشيد بالقرارات التي أعلنها الرئيس المدني الجديد لمصر ما بعد الثورة "محمد مرسي". وأكدت الصحيفة أن إقالة "المشير حسين طنطاوي" وزير الدفاع وإلغاء الإعلان الدستوري الذي وصف "بالمكبل" أتت في محاولة لاستكمال أهداف الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك". وقالت "تليجراف" إن الإعلان أتى بمثابة تغيير موسع في دماء بعض المؤسسات التي ظلت دماءها راكدة لأكثر من عقدين من الزمان وطال انتظار هذا الوقت حتى يتسنى للقادات الجديدة التقدم نحو مستقبل أفضل، موضحة أن قرارت الإقالة لم تأت لتصفية الحسابات مع قادة الجيش أو في محاولة لتهميش دور الجيش الذي حمى ثورة العام الماضي. وأوضحت الصحيفة أن قرار إحالة كل من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة "حسين طنطاوي" ورئيس هيئة الأركان "سامي عنان" إلى التقاعد بوصفهما أكبر قادات الجيش يشير بوضوح إلى أن ميزان القوى بدأ ينجرف بعيدًا عن يد الجنرالات الحاكمين الذين قيدوا الرئيس الجديد وأحكموا قبضتهم على زمام الأمور في البلاد منذ انتفاضة العام الماضي ليقف الرئيس المدني "مرسي" منفردًا على عرش مصر ناهيًا عقود من الحكم العسكري المرير. ومن جانبه، قال "ياسر علي" المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أمس الأحد "لقد تم إحالة المشير طنطاوي إلى التقاعد ابتداء من اليوم بقرار سيادي من رئيس الجمهورية لضخ دماء جديدة في المؤسسة العسكرية من أجل وضع جديد ودولة حديثة." وذكرت الصحيفة أن الرئيس "مرسي" عين "محمود مكي" قاضي مستقل وكافح طويلًا ضد فساد النظام السابق ليكون نائبًا للرئيس واللواء "عبد الفتاح السيسي" أحد الضباط حسنى السمعة لمنصب وزير الدفاع في خطوة تطهيرية للمؤسسات الحكومية. واختتمت الصحيقة مقالها بقول المحل السياسى "عبد الرحمن حسين" "إنه من الأسلم أن نفترض أن الرئيس مرسي لم يتخذ تلك الخطوات دون دعم من داخل الجيش لأن الأخبار تناثرت حول عدم وجود شعبية للمشير من بين صفوفه."