يرى قطاع عريض من المصريين ان الرئيس القادم هو طوق النجاة للاستقرار وأنه رمز لبداية دولة جديدة فى مصر تتمتع بالديمقراطية والكرامة والحرية التى حملت شعارها ثورة 25 يناير. وبمجرد الإعلان عن فتح باب الترشح للرئاسة فى 10 مارس القادم، أثير جدل كبير عما إذا كان من الأنسب اختيار رئيس توافقى حتى يتم اصدار الدستور أو انتخاب رئيس للجمهورية من خلال انتخابات تقليدية وهل من العملى الاجماع على الرئيس التوافقى ام ان اختياره سيزيد من تفتيت الآراء . وسواء كان رئيس مصر القادم رئيسا توافقيا ام استمد شرعيته من الشعب من خلال انتخابات نزيهة فإن الرئيس القادم وبالتأكيد سيطوى للابد صفحة مبارك . والرئيس التوافقى هو الرئيس الذى تجمع عليه كل القوى والأطراف الرئيسية فى المجتمع ومن المفترض ان يكون فى هذه الحالة هو الانسب حيث إنه تم الاجماع عليه ولكن ليس فى كل الحالات يكون الأنسب خاصة اذا تم اختياره ليكون مجرد رمز للدولة يوافق على كل شىء ويحاول ان يرضى كل فئات الشعب وفى مصر بصورة خاصة لأن الرئيس التوافقى هو الرئيس الذى يرضى عنه الجيش والسلفيون والليبراليون والعلمانيون والاخوان . والتوافق هو محاولة للخروج من المأزق السياسى المتعلق بالاستحقاق الرئاسى ولكن له شروطه لأن القاعدة ان يكون مبدأ الرئيس التوافقى مقبول من جميع الاحزاب السياسية ..وينبغى ان يشهد له الجميع بالفكر السياسى الناضج حتى يستطيع قيادة البلاد للخروج من المأزق الحالى . ويرى البعض انه حين يأتى رئيس الجمهورية بالتوافق من الجميع فإن الجميع سيعمل على نجاح رسالته ولكن حينما يأتى مرشح من فصيل أو حزب معين فغالبا ما تكون هناك معوقات تقف حائلا لتقدمه وتنفيذ برنامجه الرئاسى . فيما يرى البعض الآخر ان الذى يحسم هذا الجدل هم الناخبون الذين يدلون بأصواتهم ويرجحون كفة مرشح على الآخر، ويجبر صندوق الانتخاب الجميع بالخضوع لنتيجته. وتتباين الآراء حول الرئيس الذى سيقود مصر فى الفترة القادمة فمنهم من يرى ان الرئيس القادم يجب ان يتمتع بصفة الشارع، وان تكون هناك انتخابات حقيقية لاختياره، حتى يلمس الجميع التغيير الحقيقى الذى احدثته ثورة 25 يناير، ويتحمل نتيجة اختياره . ومازال السياسيون ورجل الشارع العادى ينقسمون ما بين مؤيد ومعارض لفكرة الرئيس التوافقى فالبعض يراها انها تحد من الصراعات السياسية والآخر يقول انها مصادرة على فكرة الديمقراطية التى تسعى ثورة 25 يناير الى ترسيخها فى مصر، وفى النهاية تبقى مؤشرات فرصة مرشحى الرئاسة مابين صعود وهبوط الى ان يتم حسمها مع اعلان اسم الرئيس القادم.