أنا أعاني من مشكلة غريبة في نظري، حيث إنني كنت أشعر بأنني نشيط جداً جنسياً، وكان عندي شغف شديد للنساء، وكنت أتخيل أنني بعد الزواج لن أمل الممارسة الجنسية مع زوجتي، ولكنني فوجئت أنني بعد الزواج لا أتقبل لقائي الجنسي مع زوجتي، بل أحس أنه واجب عليَّ أداؤه، برغم أنني كنت أشتهي زوجتي قبل الزواج، وأننا تزوجنا عن حب، وأنني حديث الزواج. . حاولت كثيراً أن أقنع نفسي بجمالها، وأشعر نفسي باللذة معها، ولكن لا فائدة. . . السبب الذي فكرت فيه هو أنها لا تتزين لي كثيراً بالرغم من أنني أحب ذلك، حاولت أن أفهمها أكثر من مرة، ولكنها تستجيب مرة وعشر مرات لا، ولكني أيضاً الآن أصبحت أفكر في أن المشكلة ليست في التزين، ثم أعود فأقول إنه يساعد على إخراج الإنسان من الملل وهو يزين العلاقة ذاتها. . . حاولت أن أتكلم معها كثيراً دون جرح لكرامتها، ولكنها لا تفهم. . هي تعتقد أنني لم أعد أحبها، ولكن ليست هذه هي الحقيقة، ولكني مللت من هذا الروتين. . . وقد بدأت أنظر كثيراً للنساء مع حبي لزوجتي، ولكني لا أحاول أن أخونها، ولكني أفعل ذلك محاولة لإطفاء رغبتي فيها، ولكنها لا تنطفئ. . . أرجو أن أجد لديكم الإفادة والحل لمشكلتي. . . وشكراً. . . . صديقنا الكريم. . . أولاً: أحب أن أبارك زواجك. ثانياً: من الواضح جداً يا سيدي أنك مصاب بارتباك نفسي شديد وتداخل في الأفكار والمشاعر، وذلك يظهر جلياً في رسالتك التي حاولت جاهدة ترتيب الأفكار فيها بشكل منطقي، ولكنها لا تزال تئن بهذا الازدحام المشاعري غير المرتب. ثالثاً: دعني يا صديقي أحلل النقاط التي جاءت في رسالتك كما تعودنا سوياً لتعم الفائدة عليك وعلى سائر القراء: 1- الانجذاب بين طرفي العلاقة قبل الزواج: من الطبيعي أن يكون الشاب المقبل على الزواج ملهوفاً على عروسه، وهذه اللهفة ذات شقين أساسيين: الشق الأول: هو الميل الغريزي الذكوري ناحية الأنثى. الشق الثاني: هو الميل العاطفي الجنسي نحو امرأة بعينها. وتبقى اللهفة تتصاعد وتتأجج طوال فترة الخطوبة لأن العلاقة التي تطفئ هذه النار -وهي العلاقة الجنسية- والتي هي الطريق الوحيد لتصريف هذه الشهوة الملحة ولإطفاء هذه الرغبة النارية، لم تحدث بعد، ومن المعروف أن أي شكل لأداء هذه العلاقة في أول مراحل الزواج -وإن كان استمساكاً فقط بالجانب الوظيفي للعلاقة- هو شكل كافٍ ومرضٍ، دون الالتفات لتفاصيل أو مفردات القيام بها. 2- المرحلة الأولى للزواج: كما ذكرنا من قبل تكون العلاقة الجنسية في هذه المرحلة من الزواج مرضية أيا كان شكلها، ولكن هناك نقطة مهمة يجب الإشارة إليها ها هنا، وهي أن تلك العلاقة مرضية للرجل على اختلاف شاكلتها، ولكن ما بال المرأة؟ الزوجة؟ الشريكة في هذه العلاقة بنسبة النصف؟ هل استمتعت؟ هل لا فرق لديها أيضاً فى الاستمتاع وأن أية طريقة للعلاقة مرضية بالنسبة لها كالرجل؟ لا. . . لا وألف لا. . إن هذه المرحلة هى أول عهدها بالعلاقة الجنسية بكل مشتملاتها، وعلى ذلك فهي تعول الكثير على هذه المرحلة؟ فإما أنها سوف تجذبها للرغبة فيها والسعي إليها وإلى إرضاء شريكها فيها "الزوج بالطبع"، وإما أنها سوف تنفر منها وتعتبرها حملاً وواجباً ثقيلاً تحاول الهرب منه ورفض ما يقرب إليه من قول وعمل بقدر الإمكان!! 3- المرحلة التالية للزواج (التي أنت فيها الآن): إن ما أنت فيه الآن يا سيدي الكريم هو لا شك نتاج المرحلة التي سبقت هذه المرحلة الحالية، فلقد لاحظت ولاحظ القراء الأعزاء معي بالتأكيد أنك لم تشر إلى حوار دار بينك وبين زوجتك مثلاً بهذا الخصوص، ولا إلى رأيها في هذه الأزمة التي تلم بعلاقتكما، ولا إلى ظروفها النفسية والعاطفية التي تحيط بعلاقتكما، بل إنني أشك أساساً أنه قد مر بخاطرك أن تشاركها الرأي والمشورة في هذا الموضوع الخاص بكليكما، ومعرفة رأيها ووجهة نظرها في أسباب هذا الفتور الذي استجد على مشاعرك تجاهها تحديداً، والذي أفرز هذا الارتباك النفسي الواضح جلياً لديك. . . . والأهم من ذلك هو معرفة مدى استمتاعها الشخصي بعلاقتها معك، ومطالبها واحتياجاتها من هذه العلاقة التي لا ثالث لكما فيها، وأنا أرجح أن متعتها فيها غير كاملة، بل إنها منتقصة كثيراً، بدليل عدم سعيها إليها وإلى السبل المؤدية لها بالرغم من إشارتك لما تحب حيالها، وعلى ذلك بدأ الفتور يتسلل إلى هذه العلاقة - بالرغم من حداثتها- وكان جلياً من ناحية زوجتك، في صورة لا مبالاة، انعكست عليك بالطبع في شكل غاية في السلبية، بدأ يؤدي بك إلى النظر إلى ما حرم الله بحجة أنك لا تستطيع اشتهاء زوجتك، وهي حجة وسوس لك بها الشيطان ليحيد بك عن الطريق الطيب الحلال الذي أكرمك به الله في صورة هذه الزوجة الصالحة، وهي نعمة يتمناها الكثيرون، فلا تطع الشيطان الذي يجعل الإنسان دائماً ما يزهد في حلال الله ليتجه به إلى حرامه. . . . 4- فماذا عن هذه المشكلة؟ سيدي وصديقي الكريم. . . الحل في حالتك أيضاً ينقسم إلى شقين: الشق الأول: يتعلق بزوجتك، فاتجه إلى زوجتك بحديث رقيق وصريح وحنون سائلاً إياها عن رأيها في علاقتكما الجنسية، ربما كان لها رأي مغاير لرأيك في العلاقة، أو ربما كانت لها طلبات عادلة من زوجها في العلاقة تتعلق بمقدار رضاها أو شفاء احتياجاتها منها، وربما منعها حياؤها من التوجه إليك بحديث كهذا خشية إغضابك أو محافظة على شعورك مثلاً، فإذا أعطيتها الأمان وشجعتها على إخراج ما في صدرها حيال هذه الأمور، كان ذلك خيراً لك ولها ولحياتكما ومستقبلكما معاً إن شاء الله. الشق الثاني: يتعلق بطريقة تعاملك مع شهوتك، واستسلامك لزهدك في زوجتك، وفي ذلك أقول إن هناك تمارين للتركيز وأخرى لاستحضار الشهوة أثناء الوجود مع الزوجة في اللحظات الزوجية الحميمة، ولكن إذا ما تم الجمع بين الشقين الأول والثاني، كانت الطريقه التي ستستعيد بها حالتك الأولى مع زوجتك، بل ستستمتع بحالة أجمل من حالتك الأولى، فيها تقارب نفسي وجسدي ووجداني وعاطفي وحميم.